تبادلت الدول الغنية والفقيرة الاتهامات والاسف بعد انهيار مؤتمر منظمة التجارة في كانكون. ووُصف المؤتمر بانه كان "اجتماع الفرص الضائعة". وقالت الدول الفقيرة ان الدول الغنية لم تستطع فهم مزاج وعواطف الفقراء. خرجت الاطراف كافة خاسرة من فشل مؤتمر منظمة التجارة الدولية الذي عُقد في كانكون المكسيك على مدى الايام الخمسة الماضية بعدما اخفقت الدول الغنية في حل خلافاتها مع الدول الفقيرة. وقال مفوض التجارة في الاتحاد الاوروبي باسكال لامي لاذاعة "فرانس انتر" اعتقد ان هناك خاسرين فقط "كان يمكن ان يخرج الكل رابحين لو استطاعوا التوصل الى اتفاق في كانكون". واضاف: "انا من بين هؤلاء الذين يؤمنون بأن فتح التجارة الدولية بشكل مضبوط ضروري في الكفاح من اجل التنمية وضد الفقر". واكد انه "كلما قل عدد القواعد والقوانين كلما سادت شريعة الغاب بشكل اكبر... وكما نعلم فان صراعات القوة في الغابة وحشية فالكبير يصبح اكبر والصغير اصغر". واعتبر التحالف بين الاتحاد الافريقي ومجموعة افريقيا - جزر الكاريبي -المحيط الهادئ ومجموعة الدول الاقل تقدماً "ان سبب فشل مؤتمر كانكون يعود الى الدول الغنية التي لم تأخذ بالحسبان متطلبات الدول الفقيرة وارادت ان تدخل في مفاوضات جديدة من دون ان تفي بالتزاماتها في شأن التنمية". وقال وزير الصناعة والتجارة في جزيرة موريشيوس، جايا كريشنا كوتاري في مؤتمر صحافي "قدمنا طلباتنا الى رئيس المؤتمر في شأن الزراعة والرسوم الجمركية للمنتجات الصناعية او التباين في التعامل لكن لم نحظ ابداً بفرصة لمناقشة هذه المواضيع". واضاف "في الوقت نفسه، طلب منا ان نتفاوض في مجالات جديدة مع مواضيع سنغافورة المنافسة والاستثمار وشفافية الاسواق وتسهيل التبادلات وبالطبع كنا نعارض بشدة الدخول في مثل هذه المفاوضات". وفي لندن قالت وزيرة التجارة والصناعة باتريشيا هيويت ان الدول الاعضاء في المنظمة يجب ان تستفيد من دروس اخفاقها في المحادثات الدولية في كانكون بعدما فشلت في التوصل الى اتفاق كانت على وشك التوصل اليه. وفي مقابلة مع اذاعة هيئة الاذاعة البريطانية قالت هيويت "كان يفترض بنا التوصل الى اتفاق". واضافت: "كان يفترض بالدول الاعضاء في المنظمة التوصل الى اتفاق... ان علينا جميعا في المنظمة التفكير بالخطأ الذي حدث هنا في كانكون ويجب علينا جميعا ان نستخلص الدروس من ذلك والعمل على كيفية العودة معا بشكل فعال". "اجتماع الفرص الضائعة" واعربت المانيا عن اسفها لفشل المحادثات وقالت "ان اجتماع كانكون كان "اجتماع الفرص الضائعة" بالنسبة الى الدول النامية. وقال وزير التجارة الالماني وولفغانغ كليمينت لتلفزيون "زي دي اف" الحكومي "كان هناك الكثير من المشاركين في المحادثات ممن لم يكونوا يرغبون في نجاحها". واضاف ان اي اجتماع "سيكون مثمراً اذا ابتعدنا عن المسائل الايديولوجية" وشدد على ان منظمة التجارة تمر "بمرحلة حرجة للغاية". وفي رد فعل على فشل المؤتمر قال وزير الاقتصاد السويسري جوزيف ديس انه يشك في ان جولة الدوحة حول تحرير التجارة ستكتمل بحلول موعدها النهائي عقب فشل المحادثات. واعرب عن اسفه لاخفاق المؤتمر في التوصل الى اتفاق حول النهج المستقبلي وحذر من ان ذلك يمكن ان يؤخر المفاوضات حول التوصل الى اتفاق تجارة جديد. الا ان ديس قال انه تم "تحقيق تقدم كبير" في المفاوضات وان ذلك سيشكل قاعدة قوية لاستمرار المحادثات في مقر المنظمة في جنيف. واكد ان "سويسرا منفتحة ومستعدة للتوصل الى حل وسط بعد كانكون". واعربت اليابان عن اسفها لفشل المؤتمر الا انها قالت انها لن تتنازل عن موقفها بخصوص القواعد التجارية. وقال رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي للصحافيين انه "امر مؤسف... ان المحادثات صعبة بينما نواصل السعي للتوصل الى اتفاق من دون التنازل". واعرب عدد من الدول النامية عن خيبة امله بفشل المحادثات. وقالت الهند ان السبب هو اخفاق الدول المتقدمة في تبديد مخاوف الدول الفقيرة بصياغة اتفاق تجارة جديد متعدد الاطراف. وقال وزير التجارة الهندي ارون جيتلي "ان مسودة الاتفاق لم تأخذ في الاعتبار مصالح الدول النامية". واضاف: "اظهرت المسودة ان الدول المتقدمة لا تستطيع فهم مزاج وعواطف الدول الفقيرة". وفي باكستان رحب خبراء الزراعة الباكستانيون ورجال الاعمال بانهيار المحادثات وقال قمر الزمان شاه خبير الزراعة البارز ان "الخبراء الزراعيين الباكستانيين عارضوا منظمة التجارة منذ البداية واعتبروا انها انتحارية بالنسبة الى دول فقيرة مثل دولتنا". وخلال المؤتمر اختلفت الدول الفقيرة والغنية على تحرير تجارة المنتجات الزراعية وقضايا سنغافورة التي من بينها الاستثمار عبر الحدود وسياسات المنافسة وتسهيل التجارة والشفافية في الاسواق الحكومية.