سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تشيني يدافع عن استراتيجية الحرب وعن العلاقات مع السعودية : احداث 11 ايلول انتهت وباتت تاريخاً يمكننا ان نضعه وراءنا . باول يرفض تحديد موعد لعودة السيادة الى العراق ويعترف بوجود "حساسية" من دخول قوات تركية
قام وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس بزيارة رمزية الى منطقة حلبجة الكردية التي كانت اول مسرح معروف لاستخدام نظام صدام حسين الاسلحة الكيماوية في 1988، في حين واصلت ادارة الرئيس جورج بوش حملة سياسية منظمة لحشد تأييد الكونغرس والرأي العام الاميركي لاستراتيجية الربط بين نجاح خطط اعادة اعمار العراق والقضاء على الارهاب الدولي. وقال باول لبضع مئات من العائلات الكردية تجمعت في استقباله "ماذا اقول لكم. لا استطيع ان اقول ان العالم كان عليه ان يتحرك اسرع فأنتم تعرفون ذلك. لكن ما استطيع ان اقوله لكم هو ان ما حدث هنا عام 1988 لن يحدث مرة اخرى مطلقاً". وكان الهجوم الكيماوي على حلبجة وقع في نهاية الحرب العراقية - الايرانية في وقت كانت واشنطن تساند نظام بغداد وتقدم له معلومات استخباراتية لتمكينه من الانتصار على ايران. وقال باول في الكويت التي انتقل اليها لاحقاً ان بلاده ستواصل محادثاتها من اجل ارسال قوات تركية الى العراق على رغم "حساسيات العراقيين الجدية" حيال هذه المسألة. واضاف انه طلب من المسؤولين العراقيين لا سيما زعيمي الفصيلين الكرديين في شمال العراق جلال طالباني ومسعود بارزاني ان "يتحلوا بروح منفتحة حيال هذه المسالة". وكرر انه لا يريد تحديد موعد من الآن لعودة السيادة العراقية الى العراق، قائلاً ان "البعض تحدث عن نهاية 2004، وهذا معقول، لكنني لست مستعداً لتحديد موعد. الامر الاهم الواجب القيام به هو وضع دستور وقبل ذلك تشكيل لجنة لصياغته". واعتبر ان الجدول الزمني السريع الذي اقترحه نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان "غير واقعي"، موضحاً ان "من غير الواقعي القول ان بإمكاننا نقل السيادة في خلال شهر او اثنين. هذا غير ممكن وغير واقعي". والى جانب تأكيدات باول من بغداد بأن الارهاب هو المشكلة الاساسية التي تواجه الخطط الاميركية في العراق، دافع نائب الرئيس ديك تشيني عن سياسة الادارة الاميركية، رافضاً الانتقادات التي وجهت اليها، ومؤكداً ان "ليس هناك سبب للإعتقاد بإخفاق الاستراتيجية التي نتبعها او بالحاجة الى تعديلها". وقال تشيني في لقاء تلفزيوني مع شبكة "سي ان بي سي" انه "رغم الانتقادات الدولية والدعوات لتغيير السياسة تجاه العراق، تم تحقيق نجاح وتقدم كبيرين". واضاف تشيني، الذي لم يجر مقابلة صحافية منذ ستة اشهر، أنه تم العثور في العراق على ادلة اضافية عن وجود "علاقة ما" بين الرئيس العراقي المخلوع وتنظيم "القاعدة" التابع لأسامة بن لادن. وشدد على ان العراق "يمثل القاعدة الجغرافية" لمرتكبي اعتداءات 11 ايلول، وأن "النجاح في العراق سيوجه ضربة كبيرة الى قلب القاعدة الجغرافية للإرهابيين الذين ظلوا يهاجموننا لسنوات عدة". ودافع تشيني عن المملكة العربية السعودية، مشيراً الى ان مشاركة خاطفين سعوديين في اعتداءات 11 ايلول "لا يعني أن الحكومة السعودية مسؤولة عن ذلك". ورداً على سؤال عن تقرير الكونغرس بشأن الاعتداءات وتضمنه اجزاء لم تنشر عن علاقة المملكة بها، قال تشيني انه لا يريد ان يدخل في تكهنات حول الموضوع، وبأن "احداث 11 ايلول انتهت وباتت تاريخاً يمكننا ان نضعه وراءنا"، لافتاً الى تعاون الحكومة السعودية المتزايد مع واشنطن في مكافحة الارهاب. وعلى الصعيد الامني، قتل امس جندي اميركي وجرح آخر في هجومين في بغداد وقرب الفلوجة، في حين اغتال مجهولون قائد الشرطة العراقية في الخالدية شمال العاصمة، وقتل مدني عراقي برصاص جنود اميركيين اثناء حملة مداهمات.