واشنطن - "الحياة" - أبلغ الرئيس العراقي صدام حسين وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أمس ان "العراق نفذ كل التزاماته التي فرضت عليه بموجب قرارات مجلس الأمن، لكن المجلس لم ينفذ الالتزامات التي تضمنتها قراراته، بخاصة احترام استقلال العراق وسيادته، ورفع الحصار الجائر المفروض عليه". وشدد على انه "إذا كانت هناك رغبة حقيقية في ايجاد حل لا بد أن يستند الى الشرعية الدولية والقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وألا يكون مجتزءاً، بل يشتمل تنفيذ الالتزامات المتقابلة من كل الأطراف". وجاءت ملاحظات الرئيس العراقي خلال استقباله الوزير الذي سلمه رسالة شفوية من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تتناول الأوضاع العربية الراهنة والتهديدات الأميركية للعراق. وقال الوزير بعد لقائه صدام ان هناك "أجواء ايجابية يجب استثمارها ودرسها في شكل أعمق"، معبراً عن أمله بأن يقود ذلك الى "نتائج جيدة باتجاه التهدئة". وأكد ان قطر "تبذل كل جهد ممكن لتجنيب المنطقة أي عمل عسكري، وتهدئة الأمور، بخاصة انها لا تحتاج الى أزمات جديدة". وأضاف انه يأمل بأن يتحقق "التفاهم بين العراقوالأممالمتحدة بخصوص القرارات الدولية، لا سيما موضوع المفتشين، وأن يبدأوا عملهم". واستدرك ان اهم النتائج التي حققتها زيارته العراق هي خروجه بانطباع فحواه ان بغداد "تريد التعاون مع الأممالمتحدة لكن لديها شكوكاً حول بعض الأمور، كما أن هناك بعض الآراء ووجهات النظر ينبغي ان يتم حلها بمحادثات مباشرة بين العراقوالأممالمتحدة للتوصل الى نتائج تخدم الطرفين". ورداً على سؤال هل توجه الولاياتالمتحدة ضربة الى العراق أجاب الشيخ حمد بن جاسم: "انا لا أتحدث باسم الولاياتالمتحدة، ونحن نعمل لئلا تكون هناك أعمال عسكرية". وكان وزير الخارجية القطري وصل الى بغداد أول من أمس، وأعلن ان الدوحة تسعى الى تجنيب المنطقة "هزات جديدة"، نافياً ان تكون اميركا طلبت من قطر تسهيلات لضرب العراق. "وقائي" وحذر نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني مساء الاثنين من أن "أخطار" بقاء واشنطن مكتوفة الأيدي حيال بغداد "تفوق تلك الناجمة عن أي تحرك" ضدها. وحذر من ان "الوقت ليس في مصلحة" الولاياتالمتحدة، وقال ان وجود أسلحة دمار شامل في العراق ورفضه "نظاماً للتفتيش قابلاً للاستمرارية" يستدعيان "عملاً وقائياً". وتصدى تشيني للذين يوجهون انتقادات بمن فيهم الجمهوريون وينصحون بالتروي، وأضاف: "بين الذين يقولون ان علينا الا نتحرك ما لم يمتلك صدام السلاح النووي، كثيرون سيقولون بعد ذلك اننا لا نستطيع أن نتحرك لأنه يمتلك السلاح النووي" وانه بالتالي خطير جداً. وزاد: "حيال تهديد قاتل، لا يجوز ان نغمض عيوننا عن الواقع ونحول رغباتنا الى حقائق. لن نغمض عيوننا ونترك مسألة حل القضية الى ادارة مستقبلية. بلادنا لن تعيش تحت رحمة الارهابيين أو أنظمة الارهاب". وشدد على أن الولاياتالمتحدة "لو كانت قادرة على منع اعتداءات الحادي عشر من أيلول سبتمبر لما ترددت. نحن قادرون على منع الاعتداءات الأكثر تدميراً وسنمنعها". كوهين والكونغرس الى ذلك اعتبر وزير الدفاع الأميركي الجمهوري السابق وليام كوهين ان الرئيس جورج بوش بحاجة لموافقة الكونغرس قبل شن اي هجوم على العراق، مستنداً في ذلك الى دستور الولاياتالمتحدة. وقال لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية: "الرئيس قد يجد نفسه سريعاً غارقاً في موقف سياسي حساس، في حال لم تجر على ما يرام الحرب التي سيشنها استناداً الى رأيه فقط". واوضح كوهين الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد بيل كلينتون، انه اسدى النصيحة ذاتها الى الرئيس جورج بوش الاب بعد اجتياح العراقالكويت في 1990.