واشنطن، لندن، الكويت - "الحياة، رويترز، ا ف ب - بدأت الولاياتالمتحدة تربط بين خطري الارهاب واسلحة الدمار الشامل، في ما يبدو بناءً لمبررات توسيع الحرب الى بلدان اخرى خصوصاً العراق. وترافق ذلك مع انباء عن نقل قيادة القوات الاميركية البرية في افغانستان الى الكويت وارسال قائد الجيش الثالث الاميركي الى الكويت لادارة العمليات. وقال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني امس ان الولاياتالمتحدة لم تتخذ قراراً بعد يتعلق بالعراق في اطار الحرب التي تشنها على الارهاب. واكد في حديث الى "ان بي سي": "لم نتخذ قراراً بعد حول الطريقة الافضل للرد" على التهديد الذي تشكله برامج التسلح العراقية كما تقول واشنطن. واضاف: "من الواضح انه بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي اظهرت هشاشة الولاياتالمتحدة، ونظراً الى العلاقة المتزايدة بين الارهاب واسلحة الدمار الشامل، يتعين ان نكون اكثر تركيزاً بشأن طريقة التحرك لنثبت ان الولاياتالمتحدة ليست سريعة العطب حيال هذا النوع من الاعتداءات". وكرر تشيني ان واشنطن ترغب في عودة مفتشي الاممالمتحدة المكلفين نزع سلاح العراق، لكنه قال ان "لا ادلة في الوقت الراهن عن علاقة محتملة بين العراق وتلك الاعتداءات". ومن جهته اكد بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الاميركي انه ينبغي عدم الاستهانة بما قاله الرئىس جورج بوش اخيراً بشأن "ضرورة استجابة العراق طلب السماح بعودة مفتشي الاسلحة الدوليين للتأكد من خلوه من اسلحة الدمار الشامل وفقاً لقرارات الاممالمتحدة. وقال ولفوفيتز، في مقابلة مع شبكة تلفزيون "سي إن إن" امس ان الرئىس بوش "يحبذ الاستماع الى نصائح قبل ان يتخذ قراره"، وان "تكتيكات حملة مكافحة الارهاب بحاجة الى نقاش وتبادل للرأي". وجاء ذلك في معرض رده على سؤال بشأن الرسالة التي وجهها اخيراً عشرة اعضاء بارزين في الكونغرس الى بوش لحضه على دعم حركات المعارضة في العراق بهدف قلب نظام الرئيس العراقي صدام حسين. واوضح المسؤول الذي يعتبر من ابرز "الصقور" في الادارة الاميركية ان العراق يمثل فعلاً "مشكلة" مع رفضه عودة المفتشين الدوليين، لأن "من الواضح انه يطور اسلحة فتاكة ... واحد الدروس من احداث 11 ايلول هو صعوبة التنبؤ بمصدر الخطر، لكن الدول المنتجة لاسلحة الدمار الشامل تشكل خطراً بالتأكيد". ورفض وولفويتز التكهن بما ستفعه اسرائىل في حال قيام العراق بتحرك ضدها، لكنه ذكّر بأن اسرائيل مارست درجة عالية من ضبط النفس خلال حرب الخليج. في غضون ذلك، اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس في اوسلو ان "ليس من الحكمة" استكمال الحملة على الارهاب التي بدأت في افغانستان بشن هجوم على العراق. وقال في مؤتمر صحافي عشية تسلمه جائزة نوبل للسلام للعام 2001 ان "اي محاولة او قرار بمهاجمة العراق اليوم لن يكون من الحكمة وقد يؤدي الى تصعيد كبير في المنطقة". واضاف: "آمل بأن لا يحصل ذلك". واوضح انان ان قرار الاممالمتحدة الذي اجاز العمليات العسكرية للائتلاف في افغانستان لم ينص على توسيع هذه العمليات لتشمل دولاً اخرى. وقال انه "يتعين ان ينظر مجلس الامن الدولي في اي تحرك من اجل توسيع حملة مكافحة الارهاب لتشمل منطقة اخرى من العالم". على صعيد آخر قالت السفارة الاميركية في الكويت ان قائد الجيش الثالث اللفتنانت جنرال بول ميكولاشيك انتقل بشكل موقت من اتلانتا الى الكويت لادارة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة الاميركية في افغانستان. وبررت هذه الخطوة بأسباب تتعلق "بالتوقيت والمسافات". واوضحت ناطقة باسم السفارة ان الجيش الاميركي "لا يرسل وحدات قتالية برية من الكويت الى افغانستان". وفيما قالت مصادردفاعية ل "رويترز" انه اضافة الى قادة الجيش الاميركي يعمل ضباط كبار ايضاً من الدول المتحالفة والتي ارسلت قوات الى افغانستان مثل فرنسا وبريطانيا من القاعدة الاميركية في معسكر الدوحة في ضواحي مدينة الكويت. واضافت الناطقة انه يوجد في القاعدة يوجد فقط "مقر القيادة والسيطرة لكل القوات البرية في الجزء الجغرافي الواقع تحت سيطرة القيادة المركزية في المنطقة". في المقابل ا ف ب اعرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن "انفتاحه لدرس فرص" احتمال حصول تقارب مع ايران. وقال باول في تصريحات في موسكو: "نحن منفتحون لدرس الفرص من دون اوهام في ما يتعلق بطبيعة هذه الحكومة او تاريخ السنوات الاثنتين والعشرين الماضية"، ملمحاً بذلك الى الثورة الاسلامية التي اطاحت في 1979 نظام الشاه محمد رضا بهلوي القريب من الولاياتالمتحدة. واوضح باول: "لقد اجرينا مناقشات مع الايرانيين على مختلف المستويات وبطرق مختلفة منذ 11 ايلول"، مذكرا بأنه صافح الشهر الماضي نظيره الايراني كمال خرازي وتبادل معه بضع كلمات على هامش اجتماع حول افغانستان في الاممالمتحدة، وان المبعوث الاميركي لدى المعارضة لحركة "طالبان" جيمس دوبينز اجرى اتصالات مع مراقبين ايرانيين كانوا موجودين في المؤتمر الافغاني في بون الذي اسفر عن تشكيل حكومة انتقالية في كابول.