أكدت القوات الاميركية في العراق انها ماضية في تطبيق خطتها لنزع أسلحة الميليشيات مؤكدة ان هذه الميليشيات ستدخل في اطار بنية التحالف الاميركي - البريطاني من خلال وحدات الشرطة والجيش العراقيين الجديدين. قال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال كارلوس سانشيز في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس، ان قوات التحالف ستسمح للميليشيات بالعمل ضمن هيكليتها، وباتجاه هدف واحد يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في العراق. واوضح انه سيسعى "التحالف" إلى إدخال هذه الميليشيات ضمن بنية التحالف الأمنية من خلال آليات يشارك العراقيون عبرها في تحقيق الأمن والاستقرار "كالجيش الجديد والشرطة العراقية وشرطة الحدود والدفاع المدني"، مشيراً إلى ان اكثر من 400 عنصر من الميليشيات شاركوا الشرطة العراقية في حماية الأمن في مدينة النجف اثر حادث التفجير الذي أودى بحياة السيد محمد باقر الحكيم. وعن تشكيل الجيش العراقي الجديد قال ان هذا الموضوع قيد المناقشة مع مجلس الحكم، وفي المستقبل مع حكومة العراق المنتخبة، واضاف ان الجيش الجديد سيضم ثلاث فرق آلية، وستقوم الحكومة العراقية في حينه بتحديد استراتيجيتها الأمنية لحماية العراق الذي سيكون عنصر استقرار في المنطقة. وتحدث سانشيز عن عمليات البحث والمتابعة والاستقصاء الجارية لاعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مشيرا إلى ان "التحالف" يتلقى الكثير من المعلومات من المدنيين حول الأماكن التي يتنقل فيها صدام، ويدرس كل معلومة على حدة ويتخذ الإجراءات المناسبة، مؤكداً ان البحث عن صدام لن يتوقف وسيتم القبض عليه حتماً. وعن مجاهدين خلق، قال قائد قوات التحالف انه تم نزع أسلحتهم، ولا يمكنهم الآن عبور الحدود باتجاه إيران، وهم الآن تحت سيطرة التحالف وليس هناك أي حوادث أو مشاكل معهم بينما يجري التحقيق مع 3800 عنصر منهم تم احتجازهم في حينه. ونفى سانشيز مقتل أي من الأميركيين في حادث انفجار أربيل الأخير، لكنه قال ان ستة من جنوده أصيبوا إلى جانب أربعين عراقياً. من جهته، قال قائد عسكري اميركي كبير ان القوات الاميركية بصدد الانتصار في حربها على المقاتلين في العراق كما انها تضيق الخناق على صدام. واضاف الجنرال راي اوديرنو في تكريت "أعتقد بانه /صدام/ في منطقتنا ونحن نقترب منه كل يوم". ولم تقلل شهور من الاخفاق في اعتقال صدام من ثقة الذين يتعقبونه. وتشن القوات الاميركية غارات قبيل الفجر في بلدة تكريت مسقط رأس صدام وتداهم المنازل يوميا وتعتقل رجالا يعتقد بانهم أطلقوا قذائف هاون او قذائف صاروخية على القوات المحتلة. ويرأس أوديرنو الفرقة الرابعة للمشاة التي يبلغ قوامها 27 ألف فرد والمسؤولة عن المناطق الشمالية المضطربة في العراق. ويقول مسؤولون ان اعتقال صدام عنصر رئيسي في اعادة الاستقرار الى عراق ما بعد الحرب لان هذا سيفقد الموالين لصدام السبب في مواصلة معركتهم ومن الممكن ان يشجع المزيد من العراقيين الذين يخشون من انتقام صدام على مساعدة المحتلين الاميركيين. وتتناقض تصريحات الجنرال المتفائلة مع تقويمه لاعمال العنف في العراق مع الرأي العام الاميركي الذي انخفضت نسبة تأييده للرئيس جورج بوش مع ارتفاع عدد القتلى من الجنود الاميركيين وبقاء صدام هارباً. كما ان الجنود في فرقة أوديرنو الذين يمضون الليالي وهم يقتحمون البوابات ويكسرون الابواب لا يشاركونه التفاؤل في اقترابهم من اعتقال صدام. وأشار الى مؤتمر يعقد بعد غد الاحد ينتخب فيه عراقيون اختارهم الاميركيون من مناطق مختلفة مجلسا مكونا من 30 نائبا لتشكيل مجلس تشريعي اقليمي. وأشرف أوديرنو على مثل هذه الانتخابات في بعقوبة وكركوك. وعندما سئل عما اذا كانت العملية الديموقراطية تنجح في بلد كان يفوز فيه صدام بنحو 100 في المئة من الاصوات خلال الانتخابات أجاب "الامور تسير على ما يرام حتى الان". وعلى رغم ان قوات الاحتلال ما زالت تمدد فترات نشر الجنود وتتزايد مطالب هؤلاء الجنود بالعودة الى ديارهم قال أوديرنو ان الروح المعنوية في الفرقة مرتفعة للغاية. وألقى امس كلمة قال فيها لجنوده انهم "يمثلون رأس الحربة في الحرب على الارهاب" وان مهمتهم في العراق تعني ان دماء ضحايا هجمات 11 ايلول سبتمبر لن تضيع هباء. وكان جنديان اميركيان اصيبا بجروح امس في هجوم بالقذائف استهدف احد فنادق الموصل 396 كلم شمال بغداد وفق ناطق عسكري اميركي. واوضح السرجنت مارك اينغهام للصحافيين: "ان قذيفتي "ار بي جي" استهدفتا فندقاً في الموصل واسفرتا عن اصابة جنديين بجروح". واصيب جندي اميركي اخر في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريته في الفلوجة 50 كلم غرب بغداد. وقال شاهد "ان عبوة ناسفة انفجرت تحت سيارة جيب عسكرية مما ادى الى تدميرها والى اصابة جندي بجروح".