توصل سفراء بلدان الاتحاد الاوروبي الى اتفاق لادراج "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في قوائم المنظمات الارهابية. واوضح مصدر رسمي ان الاتفاق يترجم رغبة المجلس الوزاري ويعني من الناحية العملية تجميد الاصول المصرفية التابعة للهيئات والاشخاص المشتبهين في ارتكاب عمليات ارهابية. وينتظر ان يعلن الاتفاق في شكل قرار رسمي اليوم الجمعة بعد ان يكون نال مصادقة وزراء خارجية البلدان الاعضاء الخمسة عشر. وتجري المصادقة عبر البريد الموثق. وسينشر قرار حظر نشاط حركة "حماس" والاشخاص والمنظمات المتفرّعة عنها في الجريدة الرسمية للاتحاد غداً السبت. وكان سفراء البلدان الاعضاء ال15 توصلوا الى اتفاق ادراج "حماس" في قوائم المنظمات الارهابية ظهر الاربعاء وذلك بعد مشاورات اجراها خبراء الشؤون القانونية ومكافحة الارهاب مطلع هذا الاسبوع في بروكسيل، بتوصية اصدرها وزراء الخارجية في اجتماعهم الاخير في منتجع ريفا دالغاردا في ايطاليا. ويأتي القرار في وقت يتسع فيه نطاق الاعتداءات الاسرائيلية على اراضي الحكم الذاتي وبشكل خاص ضد قيادات وانصار حركة "حماس". وعقب المفوض العام الفلسطيني بأن الاتفاق الذي توصل اليه السفراء امس "يستجيب لرغبة كل من اسرائيل والولايات المتحدة لكنه سيزيد في تعقيد الوضع داخل الساحة الفلسطينية". وانتقد شوقي الأرملي صمت الاتحاد الاوروبي عن حملة الاغتيالات والهجمات التي تنفّذها المقاتلات والمروحيات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. واعتبر الديبلوماسي الفلسطيني موقف الاتحاد الاوروبي "غير منصف وغير بنّاء". وتوصلت البلدان الاوروبية الى وفاق في ما بينها لادراج "حماس" في قوائم المنظمات المحظورة بعد فترة طويلة من الاختلاف في تقدير المردود السياسي لقرار الحظر. وكانت فرنسا والسويد في بداية هذا الصيف وقفتا ضد اقتراح الحظر لانه سيؤدي الى تقسيم الساحة الفلسطينية، ولا يخدم اغراض الوحدة الفلسطينية التي يحتاجها رئيس الوزراء الفلسطيني في حينه محمود عباس ابو مازن. الا ان العمليات الفدائية الاخيرة عزّزت الضغوط الاسرائيلية الاميركية ودفعت بريطانيا الى الإلحاح على شركائها لاستصدار القرار في ظل الظروف الراهنة. ويدرج القرار حركة "حماس" في قوائم طويلة وضعها الاتحاد الاوروبي بعد تفجيرات 11 ايلول سبتمبر 2001، وضمنها المنظمات والاشخاص المشتبه فيهم دعم النشاطات الارهابية وتمويلها. وكان الاتحاد ضمن هذه القوائم في مناسبات سابقة العشرات من رعايا البلدان العربية والاسلامية، وكذلك حركات المقاومة الفلسطينية مثل "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" و"كتائب عز الدين القسّام" التابعة لحركة "حماس"، كذلك حركة "الجهاد الاسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"جبهة التحرير الفلسطيني" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة". ويعترف الاوروبيون بالدور الاجتماعي الذي تضطلع به حركة "حماس" في تأمين سير المستشفيات ودور الحضانة والمدارس لكن العمليات الفدائية الاخيرة دفعت اسرائيل الى تصعيد الضغط على البلدان الاوروبية. وهدد ارييل شارون الاتحاد بحرمانه من اي دور سياسي في المنطقة في حال تحفظ عن ادراج "حماس" في قوائم "المنظمات الارهابية". وتنسب جهات امنية اوروبية الى بعض المنظمات الخيرية النشطة في اوروبا جمع الاموال لفائدة المقاومة المسلحة الفلسطينية. وبادرت بريطانياوالمانيا بتجميد ارصدة "منظمة الاقصى" الخيرية. وتنشط المنظمة في صفوف المهاجرين في كل من المانيا وبلجيكا وتجمع الهبات المالية لفائدة الفلسطينيين. وقال مسؤولون فيها في لقاءات سبقت المحنة الجارية ان "منظمة الاقصى تموّل دور الايتام في اراضي الحكم الذاتي" وتقدم صوراً وكشوفات مصرفية حول وجوه انفاقها. ويقول القائمون على منظمة الاقصى ان دائرة الضرائب البلجيكية قامت بمراجعة حسابات المنظمة من دون العثور على ادلة تؤكد وجهات نظر المانياوبريطانيا.