بعد ثلاثة عقود من قيام حكومة بينوشيه العسكرية بتعذيب المغنّي فيكتور جارا حتّى الموت، انتبهت الحكومة التشيلية إلى أهميّة تكريم هذا الفنان الذي تحوّل رمزاً للقمع الدموي في عهد الديكتاتور أوغوستو بينوشيه، مع العلم أن الحكم انتقل الى الديموقراطية في بلاده منذ 13 عاماً. أطلق اسم هذا الموسيقي الاشتراكي الذي وقف إلى جانب الرئيس المنتخب ديموقراطياً انذاك سلفادور ألليندي، على استاد سانتياغو المغطى حيث قتل وهو وآلاف من مواطنيه. ووصفت جوان، زوجة جارا، وهي راقصة انكليزية المولد، قرار الحكومة بأنه معجزة. وقالت جوان التي عاشت معظم عمرها في تشيلي "طلبنا ان يطلق اسم فيكتورعلى ال"استاد" منذ سنوات، ولم نتلق رداً بالقبول أو الرفض. لكن الطلب سيتحقق الآن... انها معجزة". وأضافت أرملة جارا: "إن نسبة كبيرة من المواطنين يرفضون العودة الى المدرج الرياضي منذ انقلاب بينوشيه، لأنهم يعرفون ان كثيرين عذبوا هناك مثلما حدث في أماكن كثيرة في تشيلي". وسيقوم رئيس تشيلي اليساري ريكاردو لاغوس بإطلاق اسم جارا على الاستاد رسمياً يوم 12 أيلول سبتمبر لمناسبة الذكرى الثلاثين للانقلاب العسكري الذي اطاح بحكومة الرئيس الاشتراكي سلفادور الليندي. ويقول تقرير رسمي ان جارا اعتقل وعذب وقتل في الاستاد مع مسجونين سياسيين آخرين. واعتقل كثيرون بعد الانقلاب في استاد آخر. ووجدت جثة عازف الغيتار جارا وفيها كسور، وآثار ضرب واصابات من 44 رصاصة قرب مقبرة في سانتياغو. وكان ضمن مجموعة من 3000 شخص قتلوا أو اختفوا اثناء الديكتاتورية. وتتذكر جوان: "كنت سعيدة مع فيكتور حتى شهر أيلول من ذلك العام المشؤوم. كنت اعطي دروساً في الرقص لصغار السن، وكان ينتظرني في الخارج لنعود معاً الى البيت. تلك كانت حياتنا عندما حدث الانقلاب وفرق بيننا". ومات فيكتور جارا في الاربعين وكان مدرساً في احدى الجامعات التي كانت تطبق برامج حكومة الليندي التعليمية اثناء رئاسته التي بدأت عام 1970. وكان مؤيداً معروفاً لائتلاف الليندي اليساري "حزب الشعب"، وعمل في الحملة الانتخابية إلى جانب الليندي الذي انتحر اثناء انقلاب 1973. وتتذكّر جوان: "عندما مات فيكتور كنا نعلم من قبل انه من الخطر البقاء في تشيلي. زرت أكثر من مشرحة وشعرت بأنه من المهم ابلاغ العالم بما يحدث. سافرت الى لندن موطني الاصلي وبعد ذلك عشت فترة طويلة من الحزن". وفي السنوات الاولى التي اعقبت الانقلاب سافرت جوان وابنتاها عبر العالم، للتحدث عن انتهاك حقوق الانسان في تشيلي.