هدد الألبان بالانسحاب من الحكومة الائتلافية المقدونية اذا لم توقف قوات الجيش والشرطة عملياتها العسكرية ضد المناطق الألبانية في شمال مقدونيا. وحملوا الجانب المقدوني المخاطر التي يتعرض لها اتفاق السلام في البلاد المبرم في خريف 2000 بوساطة اميركية وأوروبية، فيما تشير الحكومة الى ان اجراءاتها تحظى بدعم وحدات السلام الاوروبية الموجودة في مقدونيا. وأبلغ رئيس "حزب الاتحاد الديموقراطي من اجل الاندماج الوطني" زعيم المقاتلين الألبان السابقين علي أحمدي، ممثلين اميركيين وأوروبيين في سكوبيا، ان وزراء حزبه الذين يمثلون الألبان في الحكومة المقدونية، "لا يمكنهم تحمل استمرار تهميشهم في الامور الامنية في البلاد والسكوت على شن الحملات العسكرية ضد الألبان". وأضاف: "ان الجانب المقدوني في الحكومة يتحمل مسؤولية التوتر الراهن مع المواطنين الألبان، خصوصاً ان رئىس الحكومة برانكو تسرفنكوفسكي رفض حتى التحدث مع الوفد البرلماني الألباني الذي زار شمال مقدونيا للوساطة وحل المشكلات بصورة سلمية". وأكد أحمدي ان المعلومات المتوافرة تشير الى ان "الوضع سيئ وخطير جداً، وان عدد قتلى الحملة الحكومية الحالية ضد الالبان اكثر بكثير مما اعلنته وزارتا الدفاع والداخلية اللتان يهيمن المقدونيون عليهما". وأفاد أحمدي في تصريح صحافي، انه اتصل برئيس الحكومة تسرفنكوفسكي وأبلغه رفضه التام للحملة العسكرية ضد الألبان "وان من الصعب على اي جهة ألبانية التعاون مع حكومته في مثل هذه الظروف المؤلمة للألبان". وقاطع الألبان في شكل جماعي احتفالات الذكرى 12 لاستقلال مقدونيا عن يوغوسلافيا السابقة التي تجرى حالياً. ولم يحضر ممثلو الاحزاب وأعضاء البرلمان والحكومة الألبان الحفلة الرسمية التي اقامها رئىس الجمهورية بوريس ترايكوفسكي لهذه المناسبة، وذلك احتجاجاً على الحملة العسكرية في شمال مقدونيا. وطلب تنظيم "الجيش الوطني الألباني" الذي يقود المقاتلين الألبان الحاليين من كل الألبان العاملين في اجهزة الشرطة المقدونية الاستقالة فوراً "لئلا تستخدمهم الحكومة لقتل اشقائهم الألبان". وحذر التنظيم من لا ينفذ الطلب بأنه "سيعتبر خائناً لانضمامه الى اعداء الألبان، وسيتعرض هو وعائلته للعقاب". وحدث اطلاق نار كثيف من الاسلحة الآلية خلال الايام الثلاثة الماضية في مدينة تيتوفو غرب ذات الغالبية الالبانية، ما اعتبره المراقبون دليلاً على التوتر الشديد بين المقدونيين والألبان. ولا تزال القوات المقدونية تفرض حصاراً على القرى الألبانية القريبة من الحدود مع جنوب صربيا وكوسوفو. وترفض دخول وسائل الاعلام الى المنطقة التي تشير البيانات الحكومية الى "علاقة الجماعات المسلحة الالبانية الخارجة على القانون فيها بجهات ارهابية اجنبية".