} تواصلت اعمال العنف العرقية ضد الألبان في مقدونيا وامتدت الى العاصمة سكوبيا وضواحيها، فيما رفض الرئيس المقدوني اجراء محادثات مع المقاتلين الألبان. هاجمت مجموعات من السلافيين المقدونيين امس محال تجارية للألبان في سكوبيا، ما أدى الى إحراق مطعمين وقتل ألباني وجرح اثنين آخرين. واعتدت مجموعات مقدونية اخرى على منزل مواطشن ألباني في ضواحي سكوبيا ورشقته بالحجارة التي ألحقت به أضراراً، بعدما تعذر عليها دخوله. وحول متظاهرون اقتحام مبنى السفارة الألبانية في سكوبيا لكن الشرطة منعتهم. وتعرض المبنى بعد ذلك لإطلاق نار من مسافة بعيدة أصاب زجاج عدد من نوافذ السفارة. وتواصلت اعمال العنف ضد الألبان في مدينة بيتولا جنوبمقدونيا لليوم الثاني على التوالي امس وتم إحراق 10 محلات اخرى للألبان وتعرض منزل نائب وزير الصحة المقدوني محرم نجيبي الى اعتداء من أشخاص مقدونيين، لكن الشرطة منعتهم من إلحاق الأذى به. ومعلوم ان نجيبي هو من وجهاء البان بيتولا وينتمي الى "الحزب الديموقراطي الألباني" الذي يتزعمه اربن جعفيري، وكان مرشحاً لرئاسة الجمهورية المقدونية في الانتخابات التي جرت العام الماضي. وأنذرت مجموعات مقدونية السكان الألبان في ضواحي بيتولا، بوجوب مغادرة المنطقة خلال أيام عدة وإلا تعرضوا للقتل وإحراق منازلهم. وأصدر "الحزب الديموقراطي الألباني" برئاسة جعفيري بياناً ندد فيه بهجومات المقدونيين التي اعتبرها أنها "وصلت حداً من التعصب العرقي لا يمكن للألبان ان يتسامحوا معه". ووصف ما قام به المقدونيون من اعمال عنف بأنها "شبيهة بما حصل في ألمانيا عام 1938 عندما هاجم النازيون منازل وممتلكات اليهود". ودعا البيان الزعماء المقدونيين الى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الهجمات على الألبان والتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم "وذلك قبل ان تتطور الأمور الى حرب أهلية خطيرة للشعبين المقدوني والألباني". ودعا رئيس البرلمان المقدوني ستويان اندوف النواب لحضور جلسة طارئة يوم غد الجمعة، لمناقشة اعمال العنف التي تجتاح مقدونيا "وإصدار القرارات اللازمة للحفاظ على أمن البلاد". وذكر تلفزيون سكوبيا الرسمي ان الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي الذي وصل الى واشنطن في زيارة رسمية اول من امس، اجتمع مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول وبحثا "الوضع الصعب الذي تمر به مقدونيا نتيجة ما تقوم به الجماعات الإرهابية الألبانية من هجمات ضد الوحدات العسكرية والمؤسسات الحكومية". وأشار التلفزيون الى أن تريكوفسكي أوضح للوزير الأميركي، ان "الأخطار المحدقة بمقدونيا يعود سببها الى أعمال العنف التي يرتكبها الإرهابيون، والتي منها قتل 8 جنود والتمثيل بجثثهم وجرح ثلاثة آخرين في مرتفعات تيتوفو". ومن جانبه أكد باول على "وجوب حل الأزمة المقدونية من طريق الحوار"، ودعا جميع الأطراف المقدونية الى "التسامح وإنشاء مجتمع متعدد الشعوب والثقافات". وذكر التلفزيون انه بحسب برنامج الزيارة فإن الرئيس جورج بوش يكون استقبل الرئيس ترايكوفسكي خلال ليل اول من امس. ومن جهة أخرى رويترز رفض الرئيس المقدوني اجراء محادثات مع ثوار ألبان قتلوا 8 من قوات الأمن المقدونية. وذكر انه طلب رسمياً من وزير الخارجية الأميركي كولن باول ضم ثوار "جيش التحرير الوطني" الى قائمة الدول والمنظمات التي تتهمها الولاياتالمتحدة "بالإرهاب" وهي خطوة تجعل جمع الأموال لمصلحة الثوار في الولاياتالمتحدة غير شرعي وتحرمهم من الحصول على تأشيرات دخول الى الولاياتالمتحدة. وقال ترايكوفسكي امام معهد السلام في واشنطن "يجب ان يحدث ذلك في شكل رسمي". وطُلب من الرئيس المقدوني خلال اللقاء الرد على رسالة بعثها الزعيم السياسي للثوار الألبان علي احمدي الى وكالة الأنباء في دولة ألبانيا المجاورة أبدى خلالها رغبته في إجراء محادثات بوساطة الغرب مع حكومة مقدونيا التي تشهد توترات بين الغالبية السلافية والأقلية الألبانية منذ استقلال مقدونيا عن الاتحاد اليوغوسلافي عام 1991. ورد ترايكوفسكي على العرض قائلاً: "لم نبحث قط إجراء أي نوع من المحادثات مع الإرهابيين ولا نعتزم ان نفعل ذلك". واتهم الثوار الألبان بالتمثيل بجثث الجنود المقدونيين الثمانية، بينما قال ثوار "جيش التحرير الوطني" أن الحادث "كان دفاعاً عن النفس". وصرح مسؤول مقدوني بارز طلب عدم الكشف عن اسمه بأن الرئيس المقدوني ابلغ وزير الخارجية الأميركي أن الهجوم "عقّد عملية الحوار السياسي التي تؤيدها الولاياتالمتحدة".