عبر نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج عن خيبة أمله الشديدة بسبب عزم اليابان على تأجيل ارسال قوات الى العراق حيث يشهد الوضع الامني تدهورا. ونقلت وكالة الانباء اليابانية "كيودو نيوز" امس عن مصادر مطلعة قولها ان ارميتاج قال لمبعوث اليابان لشؤون الشرق الاوسط تاتسو اريما خلال لقاء في 22 آب اغسطس في وزارة الخارجية الاميركية "لا تتخلوا" عن المهمة. وقال ارميتاج لاريما ان دعم اعادة الاعمار في العراق ليس "حفلة شاي" لان هناك مخاطر حقيقية في العمليات الجارية هناك. ونقل عن ارميتاج قوله ان التصريحات الحذرة التي يطلقها المسؤولون الحكوميون اليابانيون قد تؤدي الى زعزعة وحدة وتعاون المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب. واضاف ان مثل هذه التصريحات تقوض الجهود التي يقوم بها الشعب العراقي لاعادة بناء بلاده. وقالت الوكالة ان ارميتاج ابلغ سفير اليابان في الولاياتالمتحدة ريوزو كاتو في اجتماع الاثنين انه يتوقع ان تشارك القوات الجوية اليابانية في عمليات نقل في العراق. وقال ارميتاج لكاتو انه يريد ان تبدأ اليابان بتقديم المساعدة "العملية" اذا لم يكن من الممكن ارسال قوات يابانية برية بسرعة. وتعكس تصريحات ارميتاج شعورا لدى الولاياتالمتحدة بان العمليات التي تقودها واشنطن في العراق قد تضعف اذا تراجعت اليابان، احد اهم حلفاء الاميركيين في آسيا، عن قرار ارسال قوات. وكان من المتوقع ان ترسل اليابان في بداية تشرين الثاني نوفمبر المقبل حوالى الف جندي. وهي المرة الاولى التي سيتم فيها ارسال قوات يابانية الى منطقة معارك بعد الحرب العالمية الثانية. الا ان المدير العام لوكالة الدفاع اليابانية شيغيرو اشيبا قال خلال الشهر الجاري ان ارسال هذه القوات سيكون "صعبا" هذا العام بسبب تفجير مقر الاممالمتحدة في بغداد. وتسعى الولاياتالمتحدة لاقناع دول اخرى بارسال قوات الى العراق لكن دولا مثل فرنسا والمانيا وروسيا تطالب بان يتم ذلك في اطار الاممالمتحدة وان تكون مهمتها نقل السلطة السياسية الى العراقيين انفسهم. وفي انقرة، اعلن رئيس الاركان التركي الجنرال حلمي اوزكوك ان وفداً عسكرياً اميركياً سيزور بلاده في نهاية الاسبوع المقبل للبحث في ارسال قوات تركية الى العراق. ونقلت وكالة انباء الاناضول عنه ان زيارة الوفد الاميركي ستسبقها زيارة للقائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا الجنرال جيمس جونز. واضاف ان زيارة جونز تتعلق بالعراق لكنها تتعلق بجوانب عسكرية ومالية وسياسية اخرى. وتابع رئيس الاركان التركي ان "الاميركيين يفكرون في ان يعهدوا بقطاع لتركيا ... التي ستتولى القيادة فيه مع امكان مشاركة دولة اخرى". واكد ان "محادثات تجري لتشكيل هذه القوة الاجنبية لحفظ السلام وقدمت عروض لعدد من الدول والحلف الاطلسي يمكن ان يساعد في ذلك"، لكنه شدد على انه "لم يتخذ اي قرار نهائي في هذا الشأن حتى الآن". وقال اوزكوك ايضا ان تركيا "لم تبت في عدد الجنود" الذين قد يتم ارسالهم الى العراق، مع ان الحكومة التركية تتحدث عن حوالى عشرة آلاف. ولم يعلن اي موعد لاعلان القرار التركي، مؤكدا ان هذه المسألة "يصعب تقديرها" في الوقت الحالي. وترى الحكومة التي تريد ان يبت البرلمان في هذا القرار، ان الامر لا يحتاج الى دعوته الى الانعقاد قبل انتهاء العطلة البرلمانية في الاول من تشرين الاول اكتوبر. وقال رئيس الاركان التركي ان "القرار الذي ستتخذه الحكومة مرتبط بطبيعة الحال بتصويت البرلمان". وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عبر الجمعة عن "تأييده" ارسال قوات الى العراق على رغم تحفظات قسم كبير من الرأي العام والمعارضة. من جهة ثانية، أيدت غالبية كبيرة من الاميركيين تولي الاممالمتحدة عمليات اعادة الاعمار في العراق، بحسب ما اظهر استطلاع للرأي اجرته شبكة "سي بي اس" التلفزيونية الاميركية. واوضح الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الجمعة ان حوالى 69 في المئة من الاشخاص الذين شملهم يعتبرون ان الاممالمتحدة يجب ان تتولى قيادة عمليات اعادة الاعمار في العراق، في حين رأى 25 في المئة فقط انه يعود للولايات المتحدة تولي هذه المهمة. واعتبر حوالى 47 في المئة من الاميركيين ان الاحداث في العراق تخرج عن سيطرة القوات الاميركية، في حين اكد 42 في المئة ان قوات التحالف التي يقودها الاميركيون لا تزال تسيطر على الوضع. واختلفت الآراء ايضاً حول ما اذا كانت دوافع الحرب على العراق تبرر الخسائر في صفوف الجيش الاميركي منذ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في الاول من ايار مايو. واعتبر 31 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع ان على القوات الاميركية الانسحاب من العراق، فيما ايد 22 في المئة ارسال اعداد اضافية من العسكريين ورأى 41 في المئة ان القوات المنتشرة حاليا كافية.