قالت صحيفة يابانية امس ان طوكيو تنوي ارسال ثلاث طائرات نقل عسكرية وحوالى 150 عسكريا الى الكويت في كانون الاول ديسمبر المقبل لنقل امدادات الى القوات الاميركية والبريطانية في العراق، في وقت احتدم فيه النقاش بين السياسيين اليابانيين حول ارسال قوات يابانية الى هذا البلد. ونقلت صحيفة "يوميوري شيمبون" عن مصادر حكومية ان الحكومة ستوقع في وقت قريب اتفاقاً حول ارسال الطائرات والقوات مع الكويت يحدد حقوق ومسؤوليات العسكريين اليابانيين المشاركين في هذه المهمة. وكان رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي وعد الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة بارسال قوات الى العراق. كما اعلن تخصيص 1.5 بليون دولار كمساعدات لإعادة إعمار العراق خلال عام 2004. وتابعت الصحيفة ان الهدف من ارسال طائرات النقل اليابانية الثلاث وهي من طراز "سي-130" الى الكويت هو نقل امدادات من الكويت الى قوات التحالف عبر مطاري بغدادوالبصرة، من بينها مواد غذائية وألبسة ومواد اساسية اخرى وربما أسلحة وذخائر. ولضمان سلامة عمليات نقل الامدادات اليابانية من الكويت الى العراق ينوي الجيش الياباني تزويد طائرات النقل اليابانية بأجهزة اضافية، حسبما اوضحت الصحيفة التي اضافت ان تلك الطائرات مزودة حالياً بأجهزة لحمايتها من صواريخ ارض-جو. وتأمل الحكومة اليابانية كذلك في ارسال العديد من العسكريين الى قطر كملحقين عسكريين للعمل كضباط ربط وتنسيق بين القوات اليابانية والقوات الاميركية في قطر التي تضم مركز عمليات تابع للقوات الاميركية، حسبما اضافت الصحيفة. وقالت الصحف ان اليابان تنوي ارسال وحدة هندسية تضم 150 من عناصر القوات البرية اليابانية الى العراق في كانون الاول ديسمبر المقبل لاقامة معسكرات في الناصرية وشمال البصرةجنوبالعراق. ويرجح ان ترسل اليابان وحدة رئيسية تضم 550 من العسكريين اليابانيين الى العراق لتقديم دعم لوجستي بما في ذلك تزويد العراقيين وقوات التحالف بالماء والكهرباء والدعم الطبي. وكانت اليابان تنوي ارسال قوات الى العراق في اسرع وقت ممكن للمساعدة في اعادة اعمار البلد الذي مزقته الحرب الا انها اجلت عملية نشر تلك القوات بعد تفجير مقر الاممالمتحدة في بغداد في آب اغسطس الماضي. ويحظر دستور اليابان السلمي استخدام القوة لتسوية الخلافات الدولية إلا ان اليابان قررت تفعيل قانون خاص يسمح لقواتها البرية والجوية بالمساعدة في اعادة الاعمار في اول مرة يسمح بها بنشر قوات يابانية في بلد يشهد قتالاً. وأدت الانباء عن قرب ارسال قوات يابانية الى العراق الى بدء نقاش ساخن بين السياسيين اليابانيين حول هذه القضية السياسية التي قد تؤثر على نتيجة الانتخابات العامة في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر. وقال سياسيون من الحزب الحاكم ومسؤولون حكوميون ان شريطاً صوتياً جديداً لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن عزز الحاجة لمشاركة اليابان في ارساء الامن في العراق. وأكد فوكوشيرو نوكاجا مسؤول السياسة في الحزب الديموقراطي الحر الحاكم تقارير اعلامية سابقة قائلاً إنه من المرجح ان ترسل اليابان فريقا متقدما من القوات الى العراق بنهاية العام الحالي لتمهيد الطريق امام بعثة كاملة. ويعارض معظم الناخبين الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق ويشعر كثيرون بالقلق من ارسال قوات يابانية لدولة تواجه فيها القوات الاميركية هجمات يومية تقريباً. ويخشى المعارضون من ان تصبح القوات اليابانية هدفا لهجمات مماثلة. وقال نوكاجا "تعتمد اليابان على الشرق الاوسط في تسعين في المئة من وارداتها النفطية. من يحمي الممرات البحرية.. انه التحالف الياباني - الاميركي. الاستقرار في المنطقة يخدم مصالحنا الوطنية ويضمن لنا امدادات نفطية ثابتة". ويواجه كويزومي الذي ساند الحرب على العراق مهمة صعبة في محاولة ارضاء الولاياتالمتحدة الحليف الوثيق لليابان وفي الوقت نفسه تفادي اثارة ضيق الشعب الياباني قبل الانتخابات العامة. وقال يوكيو ايدانو مسؤول السياسة في الحزب الديموقراطي المعارض الرئيسي في اليابان انه يتحتم ان لا ترسل اليابان قواتها إلى العراق قبل ان يشكل العراقيون حكومة انتقالية. ومضى يقول "تحتل القوات الاميركية والبريطانية العراق الآن ومساندة قوات الاحتلال تعني ان اليابان تشارك في الحرب"، مضيفاً ان أي بعثة يابانية ترسل إلى العراق يجب ان تقوم بدور محايد.