حمل الأردن بعنف على "اللصوص والغوغائيين" الذين اقتحموا مبنى سفارته في بغداد، بعد الانفجار الضخم الذي استهدفها وأوقع 17 قتيلاً وعشرات الجرحى. ولم يستبعد أن يكون القيادي البارز في "القاعدة" المعروف ب"ابي مصعب الزرقاوي" وراء الاعتداء، في وقت بدا الرئيس جورج بوش بعد لقاء في مزرعته بتكساس مع نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، أكثر تفاؤلاً باستقرار الوضع في العراق، بعد مرور مئة يوم على اعلانه انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية هناك. وأشار الى حصول "تقدم كبير" في إعادة الحياة الطبيعية على رغم ان هناك "الكثير مما ينبغي أن نفعله". وقال مسؤولون في البنتاغون ان حماية السفارات الأجنبية في بغداد ليست من ضمن مهمات القوات الأميركية ويجب أن تترك للعراقيين. وفيما تحدث مسؤول أردني أمس عن ظهور "أعداء جدد" لبلاده في العراق، لمح البنتاغون الى أن التحقيق في انفجار السفارة يركز على جماعة "أنصار الاسلام" المتهمة بعلاقة مع تنظيم "القاعدة" راجع ص 2 و3. وفي اطار المواجهات مع القوات الأميركية، جرح ثلاثة جنود أمس بانفجار استهدف عربتين عسكريتين غرب بغداد، وأعلنت القوات الأميركية أنها قتلت تاجري أسلحة في تكريت، فيما أفادت مصادر في المدينة عن مقتل ستة برصاص أميركي، بينهم طفل. وقال مسؤول عراقي مهتم بالأمن ل"الحياة" ان الإدارة الأميركية تعاني مشكلة نقص في المعلومات عن السلفيين العراقيين، وأن مطاردة تجري الآن في بغداد لسلفي عراقي يعتقد أنه موّل أكثر من 30 هجوماً على القوات الأميركية. وفي ما يتعلق بالانفجار الضخم الذي أوقع 17 قتيلاً أمام السفارة الأردنية، قال وزير الإعلام الأردني نبيل الشريف ل"الحياة" ان "الجهة التي نفذت الهجوم، أياً تكن، سعت الى ايصال رسالة الى الأردن، لكننا نشدد على أن الارهاب لا يحمل رسائل سياسية بمقدار ما يسعى الى تحقيق رؤى عدمية، لا تخدم مصلحة أحد، خصوصاً الشعب العراقي الذي تضاعفت معاناته، مع سقوط العديد من مواطنيه" ضحايا في الحادث. وتساءل "ما هي الرسائل التي يحملها اللصوص والغوغائيون الذين اقتحموا مبنى السفارة بعد الانفجار ونهبوا محتوياته؟". ولفت مسؤول أردني الى أن "أطرافاً في بغداد تحاول تأليب الشارع العراقي على الأردن، واستغلال علاقته مع النظام السابق، على رغم أن الجميع يعرف أن السياسة الأردنية تجاه صدام حسين كانت منسجمة مع التوجه العربي وقرارات الجامعة العربية، وأن المصالح الاقتصادية المتبادلة بين عمانوبغداد سابقاً، لم تمنع الاستخبارات العراقية من محاولات كثيرة لزعزعة الأمن" في الأردن. لكن مسؤولين آخرين، ذهبوا الى أن "عملية السفارة قد تكون من تدبير تنظيمات أصولية مرتبطة بتنظيم القاعدة الذي يعتقل الأردن أكثر من 25 من أعضائه"، آخرهم خمسة اتهموا باغتيال الديبلوماسي الأميركي في عمان لورنس فولي في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وذكر أحد هؤلاء المسؤولين ان الأردن لا يستبعد أن يكون القيادي البارز في "القاعدة" الأردني أحمد فضيل الخلايلة المعروف ب"أبو مصعب" الزرقاوي والقريب من حركة "أنصار الإسلام"، أو معاونون له وراء الهجوم على السفارة. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت انها ستحقق في الحادث، وعلم أن الفريق الأمني الأردني الذي سيشارك في التحقيق، سيتوجه الى بغداد هذا الاسبوع. ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس لجنة الأمن التابعة لمجلس الحكم الانتقالي في العراق اياد علاوي قوله ان "هناك خيوطاً في شأن الجريمة تركها مدبرو الانفجار، وخلال أيام سيتوصل المحققون الى نتائج". في غضون ذلك، شن مقتدى الصدر حملة عنيفة على مجلس الحكم، ووصفه بأنه "خير عميل للأميركيين"، في حين اعتبر أحد مؤيديه، الإمام حازم الاعرجي ان المجلس بمثابة "خنثى". واتهم القوات الأميركية بنشر الأمراض في العراق داعياً الى طرد الجنود الأميركيين المرضى. وطالب في خطبة الجمعة في مسجد الكوفة 160 كلم جنوببغداد ب"تشكيل مفارز صحية على الحدود وفحص الوافدين وطرد المريض منهم". الى ذلك توجه الى بغداد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز، بعدما أجرى في موسكو محادثات مع المسؤولين الروس. وقال ناطق باسم السفارة الأميركية في موسكو ان بيرنز سيجري في بغداد مشاورات مع الادارة العراقية الموقتة مجلس الحكم تركز على الإعمار وتطبيع الأوضاع في العراق. ومعروف ان المسؤول الأميركي سيواصل جولة تشمل مصر واسرائيل والأراضي الفلسطينية.