توعدت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس ب"رد رادع" على الهجوم الذي نفذه الجيش الاسرائيلي صباح امس في نابلس واسفر عن استشهاد اربعة فلسطينيين، اثنان منهم من "الكتائب"، اضافة الى مقتل جندي اسرائيلي. من جانبها، اكدت "حماس" انها ما زالت ملتزمة الهدنة لكنها سترد على "الخروق" الاسرائيلية وانها تدرس شكل الرد. قتل ثلاثة فلسطينيين وجندي اسرائيلي في هجوم شنته قوات اسرائيلية صباح امس على مبنى يتحصن فيه ناشطون في الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في نابلس حيث جرى تبادل عنيف لاطلاق النار. وقال ناطق باسم الجيش ان السرجنت روي اورين 20 عاما الذي كان من افراد القوة الخاصة التابعة لسلاح البحرية قتل في تبادل لاطلاق النار. كما عثر على جثتي فلسطينيين بين انقاض المبنى بعد تدميره وانسحاب الجيش، احدهما خميس ابو سالم 30 عاما وهو ناشط في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"، والثاني هو فايز الصدر. اما الشهيد الثالث فهو محمود التك 20 سنة وهو اصيب بالرصاص في صدره اثناء القائه الحجارة على الجنود لدى عودتهم الى قاعدتهم بعد الهجوم الذي اصيب خلاله خمسة فلسطينيين آخرين. كذلك استشهد فلسطيني رابع نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع اثناء الهجوم على المنزل. وقال الجيش ان العسكريين اطلقوا صاروخا مضادا للدبابات على الطبقة الثالثة للمنزل، ما ادى الى تفجير كمية من المتفجرات كانت في داخله. وجرى تبادل عنيف لاطلاق النار عندما جاءت مجموعة مسلحة اسرائيلية لاعتقال احد قياديي "كتائب القسام". واكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي انها "عملية آنية"، موضحا ان الفلسطينيين اطلقوا النار اولا. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الفلسطيني الذي قتل عضو في "كتائب القسام" تبحث عنه اسرائيل ويدعى خميس ابو سالم 30 عاما، موضحة انه عثر على رشاشين في المكان. واوضح سكان في المخيم لوكالة "فرانس برس" ان الجنود الذين كانوا يطوقون المبنى تساندهم مروحية هجومية، تعرضوا لاطلاق نار كثيف من اسلحة آلية. وذكر شهود ان الجيش فرض منع التجول على المخيم ومنع سيارات الاسعاف الفلسطينية من اجلاء الجرحى. ابو ردينة: الهجوم خرق للهدنة وفي اطار الرد الفلسطيني على الهجوم الاسرائيلي على نابلس، قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان الهجوم يشكل "خرقا واستفزازا" اسرائيليا للهدنة التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية في نهاية حزيران يونيو الماضي، من شأنه ان يعطل تنفيذ "خريطة الطريق". واكد ضرورة تدخل اللجنة الرباعية "لوقف هذه التجاوزات والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة التي من شأنها تعطيل خريطة الطريق والجهود المبذولة لدفع العملية السياسية". "حماس" تجدد التزام الهدنة ولكن... من جانبها، اعلنت "حماس" انها ما زالت ملتزمة الهدنة لكنها سترد على "الخروق" الاسرائيلية. وقال عبدالعزيز الرنتيسي القيادي البارز في الحركة لوكالة "فرانس برس" ان حركته "ما زالت ملتزمة الهدنة المعلنة"، مشيرا الى ان الحركة اصدرت بيانات عدة آخرها قبل خمسة ايام تحذر فيها من ان "الخروق الصهيونية لن تمر من دون رد، وهذا يعني ان الخروق الاسرائيلية سيتم الرد عليها". وقال ان حركته "تقوم وتدرس الخروق في ما يتعلق بالرد عليها". وشبه الرنتيسي القوات الاسرائيلية ب"عصابات القتل النازية"، محذرا من ان اسرائيل "تجر المنطقة الى الويلات وسيتحملون المسؤولية الكاملة عما يجري". واشار الى ان اسرائيل "لا تفهم الا لغة القوة ويجعلون الخيار الوحيد لشعبنا الفلسطيني المقاومة اما المفاوضات فهي عبثية ومضيعة للوقت". ورأى الرنتيسي ان "العدو يعد سلاحا نوويا ومن حقنا الدفاع عن انفسنا"، مشيرا الى ان اقوال مسؤولين عسكريين اسرائيليين بان البناية التي هاجمها الجيش في نابلس ورشة لتصنيع المتفجرات "ذرائع اوهى من خيوط العنكبوت وهم الاسرائيليون يرتكبون المجازر والجرائم". واوضح الرنتيسي ان "الشهيدين خميس ابو سالم وفايز الصدر 26 عاما اللذين قتلا هما من اعضاء كتائب القسام". من جانبه، قال القيادي في الحركة اسماعيل ابو شنب لوكالة "فرانس برس" ان هذا الهجوم يشكل "خرقا صارخا للهدنة المعلنة... وخطا احمر... ويدل على انه لا توجد نيات حقيقية لدى العدو تجاه احترام الهدنة". واكد ان "حماس لن تسكت على هذا الانتهاك الصارخ وستدرس وتقوم الوضع بدقة"، داعيا السلطة الفلسطينية والدول العربية والمجتمع الدولي الى "تحمل مسؤولياتها لمعرفة من هو المعتدي". "كتائب القسام" تتوعد برد رادع وفي وقت سابق امس، دعت "كتائب القسام" خلاياها في بيان الى الرد على "جريمة" مقتل اثنين من اعضائها في هجوم للجيش الاسرائيلي في نابلس شمال الضفة الغربية، مؤكدة انها "لن تمر من دون دفع الثمن". ودعت الكتائب "خلاياها المقاومة الى الرد على هذه الجريمة وتلقين العدو الدرس الرادع"، معتبرة ان "جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها بحق شعبنا وخروقه اليومية التي توجت بجريمة اليوم الجمعة لن تمر من دون ان يدفع العدو الثمن المناسب لهذه الخروق".