ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الذي تعرضت له السفارة الاردنية في بغداد اول من امس الى 17 قتيلاً، فيما دانت الولاياتالمتحدةوفرنسا وجامعة الدول العربية الاعتداء. وشددت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون على تركيز التحقيق على جماعة "أنصار الاسلام" واكدت ان القوات الاميركية لن تقدم الحماية للسفارات في بغداد وتترك هذه المهمة للعراقيين. أعلنت ناطقة باسم الرئاسة الاميركية ان البيت الابيض يدين بأشد الألفاظ الاعتداء على السفارة الاردنية في بغداد. وقالت كلير باكن في تصريح صحافي في كراوفورد، حيث يقضي الرئيس جورح بوش اجازته: "لا يزال في العراق اتباع للنظام السابق وإرهابيون أعداء الشعب العراقي، وسنواصل مطاردتهم". وأعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك في رسالة الى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان باريس "تدين بشدة" الاعتداء "الارهابي" الذي طاول السفارة الاردنية في بغداد اول من امس. وكتب شيراك "علمت بأسى وقوع الاعتداء الذي استهدف السفارة الاردنية في بغداد، وفرنسا تدين بأشد الالفاظ هذا العمل الارهابي الشائن الذي أودى بهذا العدد الكبير من الضحايا. أمام هذا العمل الجبان والشنيع الذي استهدف سفارة بلدكم، أرغب في أن أعبر لكم عن تضامن فرنسا وصداقتها". وأعربت جامعة الدول العربية أمس عن "قلق شديد" من الاعتداء على السفارة الاردنية وقدم المستشار هشام يوسف الناطق الرسمي باسم الامين العام للجامعة "تعازيه لاسر الضحايا الذين سقطوا فى الاعتداء المشين". وعبّر في بيان عن أسفه "لتعرض المصالح العربية لمثل هذه الاعمال التخريبية". وفي العراق دانت "حركة المستقلين الأحرار" الاعتداء على السفارة واعتبرته "تجسيداً للأصوات المشبوهة الداعية إلى سلخ العراق عن أمته" ومحاولة للإساءة إلى "العلاقة المتميزة بين العراق والأردن". ووصف بيان للناطق باسم الحركة الاعتداء بأنه "جريمة منظمة استهدفت المصلحتين الوطنية والقومية للعراق" وحمّل مجلس الحكم الانتقالي مسؤولية "ملاحقة المجرمين" الذين نفذوا الاعتداء. ودان امام سني الاعتداء، وقال الشيخ محمود خلف امام مسجد الشيخ عبد القادر الجيلاني في خطبة الجمعة ان "الانفجار يندى له جبين البشرية ... قتل فيه أبرياء وأبرياء". وأضاف "أيها المسلمون ان بلادنا احترقت مرتين، مرة على يد الاعداء ومرة على يد الابناء". وتساءل "من المسؤول عن ذلك، وما سببه ومعناه. سببه اننا ابتعدنا عن اسلامنا … لاننا لم نقف في وجه المجرم، في وجه الظالم، في وجه الطاغية لنقول له: إتق الله كفاك ظلماً، كفاك طغياناً، كفاك اعتداء". لا حماية أميركية للسفارات الى ذلك، استبعدت الولاياتالمتحدة احتمال تولي القوات الاميركية حماية السفارات في العراق، وذلك بعد التفجير امام السفارة الاردنية في بغداد. وفي مؤتمر صحافي قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ليل اول من امس: "ربما ما تريد ان تفعله هو ان تتراجع اكثر قليلاً وتترك العراقيين والمسؤولين المحليين يحمون المنشآت لئلا تحتاج الى هيئة عسكرية من التحالف لحمايتها". وقال مدير العمليات في هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال نورتون شوارتز رداً على اسئلة الصحافيين في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون: "الشيء الأكثر احتمالاً ان عراقيين سيحرسون سفارات الدول في بغداد". واضاف : "لدينا 33 الف شرطي عراقي في الخدمة منهم بضعة آلاف في بغداد، وتلك هي الطريقة لمعالجة المشكلة. فالأمن في العراق يوفره العراقيون". وكان المسؤول العسكري يتحدث بعد ساعات على الانفجار أمام السفارة التي تحرسها الشرطة العراقية، وقال ان الولاياتالمتحدة تدرب عراقيين لحراسةالمواقع الحيوية مثل محطات المياه والطاقة التي كانت تحميها قوات أميركية. وقال مساعد الناطق باسم البنتاغون لاري دي ريتا للصحافيين ان من المستحيل عملياً الدفاع ضد مثل هذه الهجمات على اهداف "سهلة"، باستثناء تعقب الذين يحاربون الوجود الاميركي. وأضاف: "انك فعلياً لا تدافع عنها لكنك تبقى في حال هجوم". وفي بغداد قال مسؤول في مستشفى نقلت اليه جثث القتلى ضحايا الهجوم على السفارة ان 17 شخصاً على الأقل قتلوا بالتفجير الذي استخدمت فيه شاحنة مفخّخة. واكد ان اثنين من الجرحى من رجال الشرطة العراقية توفيا ليل الخميس، فيما انتشلت اربع جثث اضافية من مكان الحادث. ووفقاً لحصيلة جديدة بلغ عدد جرحى الحادث 65. وكشف إياد علاوي رئيس لجنة الامن في مجلس الحكم في العراق أمس ان محققين عراقيين وأميركيين حصلوا على "أدلة كافية" تمكنهم خلال أيام من تحديد هوية الذين يقفون وراء الهجوم على السفارة. واضاف: "تجري تحقيقات لتحديد هوية مرتكبي التفجير، ولحسن الحظ توجد بعض الخيوط في شأن الجريمة تركها مدبرو الانفجار، ونعتقد انه خلال أيام سيتوصل المحققون الى نتائج تقود الى تحديد هوية المهاجمين". وأعلن مسؤولون في البنتاغون ان العسكريين الاميركيين يركزون اهتمامهم على جماعة "أنصار الاسلام" التي تتهم بعلاقات مع تنظيم "القاعدة"، وذلك في اطار التحقيق في الاعتداء على السفارة الاردنية. واشار شوارتز الى امكان ان تكون جماعة "انصار الاسلام" التي وصفها بأنها "مرتبطة بالقاعدة" متورطة في الحادث. وقال "أعتقد ان المنظمة الوحيدة التي نعلم انها في العراق وفي منطقة بغداد هي أنصار الاسلام. ومن غير المعلوم ما اذا كانت هذه المنظمة بالتحديد مرتبطة بالاحداث السفارة، لكنها بالتأكيد مرتبطة بالقاعدة، وهي احدى المنظمات التي نركز اهتمامنا عليها". ولم يوضح هل يعتبر البنتاغون الاعتداء على السفارة تكتيكاً جديداً في حرب العصابات، ضد قوات الاحتلال الاميركي. وقال انه لا يعلم هل "انصار الاسلام" تحظى بدعم دولة، كما لا يعلم عدد افرادها. وتابع انه ما زال غير واضح هل الاعتداء من فعل "ارهابيين اجانب او افراد قوات الامن البعثية السابقة او الوحدات شبه العسكرية" العراقية في عهد صدام حسين. وقال مسؤول عسكري اميركي ان جماعة "انصار الاسلام" حاولت "انتاج عناصر كيماوية وبيولوجية في معقلها في الجبال شمال العراق وقادرة على حشو سيارة بالمتفجرات، وتحدث عن مجموعات اخرى عراقية يمكنها استخدام المتفجرات"، واعضاء في الاستخبارات العراقية السابقة التي "كانت تدرّب ارهابيين على عمليات تفجير في معسكرات داخل البلاد".