توج معارضون بارزون في حزب الوفد المصري نشاطهم المعارض لرئيسه الدكتور نعمان جمعة بالدعوة الى عقد مؤتمر عام مساء اليوم يعرض "تدهور" الأوضاع داخل الحزب، وذلك في خطوة أولى من نوعها تشير الى احتمالات قوية بتصدع في أبرز القوى الليبرالية في البلاد. وعُلم أن المؤتمر الذي سيعقد في قصر مؤسس الحزب الراحل فؤاد باشا سراج الدين لمناسبة رحيله، سيحضره عددٌ من اعضاء الهيئة العليا للوفد وحشدٌ من كوادر الحزب واعضائه في محافظات عدة. وقالت مصادر في الحزب: "سنعلن موقفاً محدداً للتعاطي مع الأزمة الداخلية المتفاقمة". وكان جمعة منذ انتخابه العام 2000 دخل في مواجهات عدة لإقصاء عدد من قادة الحزب بينهم شقيق مؤسسه ياسين سراج الدين نائب رئيس الحزب السابق رئيس كتلته البرلمانية ثم حفيد الباشا النائب فؤاد بدراوي الذي قاد حملة فصل خلالها أربعة نواب من عضوية الحزب واصطدم مع نائبه الاول واقوى حلفائه محمود أباظة بإغلاق اسبوعية "البداية" ثم خاض مواجهة عنيفة مع نقابة الصحافيين لقراراته بإبعاد عدد من العاملين في صحيفة "الوفد". ويُعد مؤتمر اليوم أول نشاط منظم للمعارضة داخل الحزب ضد جمعة يتعاون فيه بدراوي مع مجموعة من القيادات الرئيسية اعضاء الهيئة العليا بينهم ابراهيم اباظة ومحمد كامل والمستشار سعيد الجمل الذين يقودون المواجهة داخل الحزب ضد جمعة. إذ قرروا في ما يبدو نقل الصراع من الكواليس والمستويات العليا في الحزب الى كوادره الوسيطة واعضائه في المستويات المختلفة. ويواجه رئيس الحزب اتهامات من معارضيه ب"التسلط" و"السعي الى الانفراد بالقرار" و"الخروج عن مبادئ الحزب الليبرالية" و"إقصاء معارضيه" و"تجاهل قرارات المستويات القيادية". ويعتبر هؤلاء ان السياسات التي يتبعها الحزب منذ ثلاث سنوات أدت الى تدهور شعبيته وتراجع نفوذه الجماهيري وفي الأوساط السياسية. وكان حزب الوفد الذي أعيد تأسيسه العام 1978 وتصادم بعد شهور قليلة مع رئيس الدولة آنذاك انور السادات الذي قرر تجميد نشاطه، نجح في الحصول على صدارة المعارضة في أول انتخابات برلمانية في عهد الرئيس حسني مبارك العام 1984 وحافظ على وجود سياسي بارز في البلاد خلال العقدين ليصبح ابرز القوى المعبرة عن الاتجاهات الليبرالية المصرية. وعلى رغم استبعاد النائب بدراوي حصول انشقاق في الحزب وتشديده على أن المؤتمر يهدف الى تدابير لحماية الحزب وليس لتفجير الأوضاع في داخله، إلا أن مصادر أخرى لفتت الى أن إصرار رئيس الحزب على تجاهل الضغوط الداخلية سيؤدي الى تفاقم الأزمة.