بفارق الارادة والتصميم والانضباط، فاز منتخب تونس على نظيره المصري 3-صفر 25-19 و26-24 و27-25 في القاهرة اول من امس، في المباراة النهائية لبطولة افريقيا للكرة الطائرة. وتوج التوانسة عن جدارة، وتأهلوا لتمثيل القارة السمراء في نهائيات بطولة العالم المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في اليابان. وأصاب الفوز التونسي الكبير والمستحق اكثر من ثلاثة آلاف متفرج مصري، اكتظت بهم مدرجات قاعة اتحاد الشرطة، بالذهول اولاً والغضب ثانياً. وانقلبوا على لاعبيهم في موجة عارمة من الهتافات النابية لا سيما ضد العملاق ايمن رشدي. وكشفت المباراة دور القائد نور الدين حفيظ الذي رجح كفة التونسيين منذ البداية، وتألق بفضل توزيعاته المتنوعة والذكية على الشبكة، ما سهل من مهمة الضاربين لا سيما حسن كرموزي الذي نفذ 23 تسديدة ساحقة ناجحة. في المقابل، جانب التوفيق اشرف ابو الحسن صانع ألعاب مصر وأحرج زملاءه على الشبكة. وهذه المرة الثامنة التي تحرز فيها تونس اللقب في 14 بطولة. واحتلت الكاميرون المركز الثالث إثر فوزها على الجزائر 3-صفر 25-20 و25-17 و25-23. وجاء المغرب خامساً، ومنتخب الكونغو الديموقراطية سادساً، وجنوب افريقيا سابعاً، وروندا ثامناً. واختارت اللجنة المنظمة حفيظ افضل لاعب في البطولة، والمصري حمدي الصافي افضل ضارب، ومواطنه وائل العابدي افضل ليبيرو، والكاميروني اوساك افضل مرسل، والجزائري غازي جدارا افضل معد. وحصل المغربي رضوان جويل على لقب افضل حكم. طموح اعتبر رئيس الاتحاد التونسي لكرة اليد رفيق خواجه أن طموح منتخب بلاده في بطولة العالم التي تستضيفها تونس مطلع عام 2005 للمرة الأولى في تاريخها، سيكون الوصول إلى الدور نصف النهائي على الأقل، معلناً عن تنظيمها أحد أفضل المونديالات في التاريخ. ولفت خواجه إلى السعي لتنظيم مونديال مميز "يعكس الفوز المعنوي لتونس على ألمانيا في حملة الاستضافة التي تعتبر من عمالقة اللعبة في العالم، مذكراً أن بلاده خسرت في البطولة السابقة "أمام منتخبات مثل ألمانيا بفارق ضئيل، ولكن الفارق هذه المرة هو أننا سنلعب على أرضنا وبين جمهورنا". وتملك تونس سجلاً زاخراً في كرة اليد التي تعتبر اللعبة الشعبية الثانية فيها بعد كرة القدم، وسبق أن شاركت في بطولة العالم ست مرات، وأحرزت لقب بطلة أفريقيا ست مرات أيضاً. وهي ستكون ثاني بلد عربي ينال شرف استضافة المونديال بعد مصر. محترفون مميزون وأشار خواجه إلى أن السبب الذي يجعله واثقاً من تحقيق مركز متقدم في هذه البطولة يعود إلى النتائج التي حققتها كرة اليد التونسية في الفترة الأخيرة، وقال: "عندما فزنا بكأس أفريقيا للناشئين عام 1996، أولينا المنتخب العناية الكافية ووفرنا له ما يلزم فبلغ ربع نهائي بطولة العالم في تركيا عام 1997، ثم فاز بكأس أفريقيا للكبار عام 2000 وشارك في العام ذاته في دورة سيدني الأولمبية، ثم بكأس أفريقيا عام 2002". وأوضح خواجه "تطور مستوى المنتخب، ولدينا الآن بعض المحترفين في أوروبا منهم صبحي السيود الذي فاز ببطولة الأندية الأوروبية وبكأس فرنسا مع مونبلييه، ووليد المعمري المحترف في إسبانيا، وهيكل مغنم وعصام تاج في فرنسا أيضاً". واعتبر خواجه أن "الفارق بين اللاعب التونسي والأوروبي هو أن لدى الأول موهبة فطرية لا يملكها الثاني لكنه يتعلم الأساليب التكتيكية لاحقاً". وتطرق خواجه إلى برنامج المنتخب لافتاً إلى أنه يستعد لخوض تصفيات أفريقيا المؤهلة لدورة أثينا الأولمبية، "وسيخوض عدداً من المباريات الودية ودورة دولية مقررة في كانون الثاني يناير المقبل على أرضه تشارك فيها منتخبات فرنسا والسويد وكوريا الجنوبية على الأرجح، ثم يواجه في آذار مارس ألمانيا".