سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منشورات ل"القاعدة" في بغداد وأخت لصدام تلجأ الى الأردن وسجال عنيف بين عمان والجلبي العرب يرفضون ارسال قوات الى العراق والمرجعيات تتولى الأمن في كربلاء والنجف
رفضت لجنة المتابعة العربية ارسال قوات الى العراق، في ظل أنباء عن طلب أميركي بهذا الصدد. واتفق الوزراء العرب المشاركون في اجتماع اللجنة أمس على تشكيل لجنة مصغرة، تتولى التنسيق مع الدول المعنية بالملف العراقي، وذلك خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة راجع ص 2 و3. وفيما لجأت أخت غير شقيقة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى الأردن منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وبات وصول زوجته ساجدة وابنته حلا الى عمان وشيكاً، وصف وزير الإعلام الأردني نبيل الشريف انتقادات نشرتها أمس صحيفة "المؤتمر" الناطقة باسم "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة أحمد الجلبي حول استضافة رغد ورنا ابنتي صدام و"أقطاب في النظام البائد" في الأردن بأنها "مليئة بالأكاذيب والمغالطات والافتراءات". وفي وقت تواصلت الهجمات والعمليات ضد القوات الأميركية في العراق، طوّقت هذه القوات لليوم الثاني على التوالي حي المنصور في بغداد إثر توزيع منشورات باسم تنظيم "القاعدة". وقتل أول مدني أميركي فيما ترددت معلومات عن جرح ثلاثة جنود أميركيين. وفي خطوة لافتة قرر مجلس الحكم الانتقالي تشكيل محكمة للنظر في جرائم النظام العراقي السابق، وأكد عزمه على ملاحقة رموزه، في حين نقلت وكالة "فرانس برس" عن عادل عبدالهادي القيادي في "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" ان "المرجعيات الشيعية اتفقت على أن تتولى إدارة الأماكن الدينية ومراكز العبادة، وضمان الأمن في كربلاء والنجف". وبموجب الاتفاق تنتشر القوات الأميركية على المحاور الرئيسية حول المدينتين ولا تدخلهما. في عمان قالت مصادر عراقية ل"الحياة" ان "أم عمر النقيب" وهي أخت غير شقيقة لصدام حسين "وصلت الى الأردن منتصف الشهر الماضي، للانضمام الى زوجها رجل الأعمال حسن النقيب الذي يقيم خارج العراق منذ أكثر من 15 سنة". وأكدت ان "الأردن لم يمانع في دخولها أراضيه". وقال وزير الاعلام الأردني نبيل الشريف ل"الحياة" ان عمان التي استضافت ابنتي صدام رغد ورنا "لأسباب انسانية" ترفض بشدة "أي قراءة سياسية للخطوة" و"تحترم قرارات الشعب العراقي وخياراته، وتواصل دعمه عبر احتضان كل الفاعليات السياسية والاقتصادية المعنية بأمن العراق وإعادة إعماره". وكانت صحيفة "المؤتمر" التي تصدر في بغداد حملت على الأردن، وكتبت: "كان منتظراً أن يقوم بمناورة من مناوراته التي طالما اشتهر بها، بتبديل الخط الذي كان سائراً عليه، ويتعاطى مع الحال الجديدة في العراق، ويضع يده بيد رجاله الوطنيين ... لكنه أخذ يستضيف أو يطلب من دول أخرى عربية استضافة أقطاب النظام السابق وأسرهم، وهاجم رجال العراق الوطنيين بالعلن والسر". ورد الشريف على اتهام الصحيفة للأردن ب"حجب البلايين من الدولارات، على شكل أموال مودعة في مصارفه لحساب الحكومة العراقية السابقة، أو حسابات وهمية لأزلام النظام السابق وشركات كانت تعمل واجهة له"، قائلاً ان "الأرصدة الموجودة نحو بليون دولار وديعة لن يتم التصرف بها، وسيتم التعامل معها عند قيام جهات مسؤولة عن ذلك في العراق". وعلى صعيد الوضع الميداني في العراق قتل أمس أول مدني أميركي وأصيب ثلاثة جنود في هجوم على مركز للشرطة في الفلوجة، ومعهم أربعة عراقيين وطفلة، كما أصيب عدد آخر من الجنود غير محدد في عملية داخل بغداد، فيما هدمت القوات الأميركية ثلاثة منازل في تكريت أثناء حملة دهم بحثاً عن صدام حسين، واعتقلت تسعة أشخاص، بينهم أربعة مطلوبين من ناشطي حزب "البعث". ودهمت وحدات تفتيش تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي حسينية عباس التميحي في حي الكرادة الشرقية في بغداد مساء، للتحقيق في مسروقات كان القائمون على الحسينية تسلموها منذ فترة لاعادتها الى السلطات، وتتضمن عبوات كيماوية سرقت من مستودعات حكومية. وتبين ان هدف الدهم كان التحقق من معلومات أفادت ان العبوات تضم عصيات الجمرة الخبيثة الانثراكس. الى ذلك، قال اياد علاوي، زعيم "حركة الوفاق الوطني"، ل"الحياة" و"ال بي سي" ان مجلس الحكم الانتقالي أقر تشكيل محكمة لبت جرائم رموز النظام السابق، بالاتفاق مع قوات "التحالف"، مشيراً الى كبار المسؤولين السابقين ومنهم طارق عزيز وبرزان التكريتي ومجموعة من مساعدي صدام. وشدد على أن بعض المسؤولين السابقين "الذين سافروا بأسماء مستعارة سيعادون". وفي القاهرة أكد وزراء خارجية لجنة المتابعة رفضهم ارسال قوات عربية الى العراق في هذه المرحلة، مشددين على ضرورة انهاء الاحتلال. وعلى رغم أن وزير خارجية البحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة أعلن ان اللجنة لم تبحث في هذه المسألة، قال مسؤول عربي لوكالة "فرانس برس" ان مناقشتها لم تكن رسمية. وتابع ان الدول العربية "في وضع حرج لأن الأممالمتحدة لم تعتمد قرارات تسمح بمبادرة من هذا النوع، ولأن عدداً من الموفدين اعتبروا ان القوات العربية سينظر اليها بوصفها قوات احتلال".