الغى رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن اجتماعاً كان من المقرر ان يعقده مساء اليوم الاربعاء مع نظيره الاسرائيلي ارييل شارون لاعتقاده، حسب مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، انه سيكون مجرد "لقاء رمزي" في يوم الافراج عن 339 معتقلاً فلسطينياً من مجموع 443 اسيراً ومعتقلاً قررت اسرائيل اطلاقهم ولأنه لم يرَ أي اشارة جدية من جانب اسرائيل لالتزام "خريطة الطريق" تحديداً في اطلاق هؤلاء الاسرى الذين يوشك معظمهم على انهاء فترة حكمه. ويبدأ "ابو مازن" غداً الخميس زيارة للمملكة العربية السعودية تستمر اربعة ايام يطلع خلالها كبار المسؤولين السعوديين على نتائج محادثاته في واشنطن مع الرئيس جورج بوش وآخر تطورات المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية. وبعد السعودية سيزور "ابو مازن" ابوظبي ودبي والكويت التي قال رئيس وزرائها الشيخ صباح الاحمد امس ان رئيس الوزراء الفلسطيني "مُرَحّب به لزيارة الكويت في اي وقت". ونقلت اذاعة اسرائيلية عن اوساط قريبة من شارون ان الرئيس ياسر عرفات "أهان رئيس وزرائه في عيون شعبه حين اتهم اسرائيل بمخادعة الفلسطينيين في مسألة اطلاق الاسرى، ما دفع "أبو مازن" الى الغاء الاجتماع مع شارون". وتابعت ان المستويات السياسية في اسرائيل مقتنعة بان الغاء الاجتماع لن يتسبب بأزمة في العلاقات بين الجانبين، لكنها تأخذ في الحسبان احتمال تجدد "اعماد العنف وموجة الارهاب". واعتبرت هذه الاوساط ان الفلسطينيين يحاولون عبر الولاياتالمتحدة والرأي العام العالمي ممارسة ضغوط على اسرائيل في قضيتي الاسرى والجدار الفاصل "على رغم انهم لا يبذلون اي جهد لتفكيك البنى التحتية للارهاب، وهو شرط اساسي لاحراز اي تقدم على المسار التفاوضي". وانتقد عباس تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الذي ربط بين اعادة الانتشار من بقية المدن الفلسطينية واعتقال منفذي الهجوم على مستوطنة غيلو قبل يومين. واعتبر "ابو مازن" ان هذه التصريحات تندرج ضمن "التلكؤ والمحاولات الاسرائيلية للتهرب من تنفيذ خطة خريطة الطريق"، وأكد اثر اجتماع مع اعضاء اللجنة السياسية في المجلس الشريعي اول من امس ان "اتفاق الهدنة لا يزال قائماً، وهذا يتطلب الاستمرار في تنفيذ بنود "خريطة الطريق" التي تلزم بانسحاب قوات الاحتلال من المناطق السيادية للسلطة الفلسطينية للعودة الى مواقع" ما قبل 28 ايلول سبتمبر 2000 تاريخ اندلاع الانتفاضة الحالية. وابلغت حركة "فتح" عباس في اجتماع ليل الاثنين - الثلثاء في مكتبه في غزة انها ملتزمة الهدنة التي اعلنت في 29 حزيران يونيو الماضي. لكن اعضاء اللجنة العليا للحركة في القطاع شددوا خلال الاجتماع على ضرورة ان تلتزم اسرائيل في المقابل وقف اعتداءاتها ورفع الحصار عن الرئيس عرفات والشعب الفلسطيني. والتقى "ابومازن" مساء امس وفدين من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"حركة الجهاد الاسلامي"، كل على حدة، لاطلاعهما على نتائج جولته الخارجية الاخيرة.