في المقابلة الصحافية مع عبدالعزيز باقر الحكيم، عضو قيادة ما يسمى ب"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق"، وأجرتها معه صحيفتكم في 18 حزيران/ يونيو 2003، اثارني بعض التناقضات والمغالطات في الردود على الأسئلة التي وجهت اليه. فالسيد عبدالعزيز الحكيم يلقي باللائمة على الرئيس صدام حسين عن كل ما حل بالعراق من دمار وخراب، بسبب الغزو والاحتلال الاميركي - البريطاني. وكأن السيد الحكيم يتجاهل ان الحكومة الاميركية كانت عازمة على الحرب، واتخذت قرارها بذلك قبل بدء الحرب الفعلية بمدة طويلة. وان لا صدام حسين ولا غيره كان بوسعه منعها. وهذا ما اكدته وتؤكده المعلومات التي تطفو على السطح. وأعتقد ان عبدالعزيز الحكيم يعلم ذلك جيداً. فلا معنى ولا قيمة لتكرار مثل هذه الادعاءات غير الصحيحة، التي تصب في مصلحة المحتلين، وتضفي طابعاً من الشرعية والاخلاقية على احتلالهم وغزوهم غير المبرد ابداً للعراق. نقول ذلك، في الوقت الذي لم يعثر فيه المحتلون الاميركيون والبريطانيون على اثر لأسلحة الدمار الشامل المزعومة. ويبدو ان السيد عبدالعزيز الحكيم يخشى القوات الاميركية. لذا فهو حصر المقاومة في الاساليب السلمية، مع اقراره بأن القانون الدولي يعطي الحق للشعوب في المقاومة المسلحة. وزاد الطين بلة رده على سؤال عن رأيه في الاعمال العسكرية التي تحصل ضد القوات الاميركية، فاعترض على هذه الاعمال! وليته توقف عند ذلك. فقال بالحرف الواحد: "لا توجد فتوى من علماء العراق بأعمال من هذا النوع..." وزاد: "يجب ان نسعى الى انهاء الاحتلال سلماً"! اذا اراد عبدالعزيز الحكيم الاعتراض على العمليات العسكرية ضد القوات الاميركية او البريطانية، لأنها لا تناسبه، ولا تتفق مع مخططاته الشخصية، فهذا امر يخصه. اما ان يُنكر صدور فتاوى من علماء العراق تحض على مقاومة المحتلين بالسلاح، فليس له ذلك. ففتاوى علماء اهل السنّة في العراق تحض، بل توجب على المسلمين في العراق جهاد المحتلين بالسلاح، وطردهم من ارض العراق. لا أدري ما سيقوله التاريخ عن عبدالعزيز الحكيم. التاريخ هو الذي سيحكم عليكم، وعلى من تمثلون. ام انكم تنتظرون ما ستسفر عنه مقاومة اخوانكم في العراق للأميركيين والبريطانيين المحتلين؟ فإذا هُزموا ولم يظهروا على المحتلين، تكونون قد وفرتم على انفسكم عناء القتال وآثاره. وإذا قدر الله تعالى لهم وهَزموا المحتلين، وطردوهم من العراق كما فعل الأفغان بالروس، فتكونون على استعداد لمقارعة ومقاتلة المنتصرين والمحرّرين للعراق من الاحتلال الاميركي - البريطاني، والحصول على حصتكم في حكم العراق ولكن، مَن تصدّوا للمحتلين وآلتهم الحربية الجبارة التي لا تعرف الرحمة، على استعداد للتصدي لمن اقل منهم قوة واستعداداً. والبقاء في النهاية سيكون لمن قاتل المحتلين، وأجبرهم على ترك البلاد رغماً عن أنوفهم. هذا ما يقوله لنا التاريخ. وهذا هو العدل والإنصاف. كولورادو - محمد أمين سلامة سجن ADX الفديرالي الانفرادي، وحدة E