ثلاثة معارض متميزة أقيمت في "مجمع الفنون" في الزمالك على فترات متتالية للفنانين: علي عزام، وعاطف أحمد، ومحمد الطراوي. وطرحت شيئاً من الانفعال الحقيقي الذي يحيط بالجميع، في إطار تعبيري تارة وتجريدي تارة. أعمال علي عزام جاءت في اسلوب تشخيصي، عبر من خلاله عن مفردات الحياة البسيطة بدءاً من البيوت والحارات ومروراً بالأفراد والعناصر الأخرى وانتهاءً بالمراكب والطبيعة الصامتة. وغلبت على الأعمال نزعة صامتة على رغم تألق الضوء المترامي على العناصر المختلفة، وعلى رغم نجاح عنصر الحركة في إبراز المشاعر الدافئة لدى الفنان. ويبدو استخدامه للألوان الزيتية موفقاً خصوصاً مع استخدامه درجات اللون الواحد البني مع خبرة تقنية، إضافة إلى دراسته الشديدة للخط كمبرر منطقي لوجود الشكل وإعطائه بُعداً درامياً غنياً بمقومات الحركة، الضوء، اللون، التكوين، والفكرة، وربط هذه المفردات بالمساحة المناسبة داخل كل عمل. وهو الأمر ذاته الذي أخذ به الفنان محمد الطراوي في لوحاته التصويرية الألوان المائية. وعلى رغم تركيز الفنان على إبراز قدرات تقنية هائلة إلا أنها لم تكن المحرك الأساس داخل العمل، إذ أن التكوين يحمل في ثناياه الكثير من التفاصيل، والكثير من الحوار، والكثير من الانفعال. ولم يكن ارتباط الرسام بالأمكنة ارتباطاً سطحياً حين اختار البيوت الريفية والحقول والصحراء والبحار، وإنما جاء اختياره الريف والصعيد في مصر ليعبر عن المكان بمفرده كوطن وغاية وذكرى ورمز. وهو مكان يتسم بالشجن ومشحون بنزعته الصوفية المتوحدة مع ذات الفنان - غالباً. الرسام الشاب عاطف أحمد قدّم مجموعته المتميزة في فن التصوير الفوتوغرافي، عارضاً سبع لوحات لافتة، تتناول رؤية الفنان الى الأشياء الساكنة وقدراته الخاصة على تحريكها، مستخدماً أسياخ الحديد العادية كعنصر أساس ومعتمداً أحد عوامل التكنولوجيا الكومبيوتر كوسيط في إخفاء بعض الملامح وفي التلاعب بالشكل وإعطائه ملامح أخرى حيث تتبدل القراءة ويتبدل المشهد كاملاً. أما ما يثير الإعجاب فحين يتجرد الشكل من حقيقته ويتحول شكلاً غير معروف في بعض الأعمال ومعروفاً في شكل مغاير ومختلف في أعمال أخرى. عندما يتحول الشكل من الساكن إلى المتحرك في إطار اللعبة التي بدأها الفنان في شكل جيد ومتقن فإن الناتج سيكون موازياً - بلا شك - لمهارة الحصول عليه خصوصاً مع إكساب الفكرة مواصفات جديدة كالحركة واللون والمساحة والحياة أيضاً.