انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شدة عمل الأجهزة الفيديرالية واتهمها بالتراخي في مواجهة الهجمات الارهابية. ويأتي ذلك في وقت فرضت اجراءات أمنية صارمة في شمال القوقاز تحسباً لوقوع تفجيرات انتحارية جديدة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الشيشان. وعقد الرئيس الروسي اجتماعاً في الكرملين حضره رئيسا المحكمة العليا والنيابة العامة وعدد من رؤساء الاجهزة الأمنية. وكرس الاجتماع لمناقشة تطورات الاوضاع بعد سلسلة عمليات تفجيرية استهدف آخرها مستشفى عسكرياً في اوسيتيا الشمالية المحاذية للشيشان. وحمل بوتين بشدة في بداية اللقاء على اداء الاجهزة المختصة واتهمها بالتراخي في مواجهة الارهابيين. وقال ان "التهاون تجاوز كل حدود"، ما أسفر عن تصاعد وتيرة النشاط الارهابي في روسيا. وانتقد عمل النيابة العامة وقال ان التحقيق في "الملفات الساخنة" مثل الهجمات الانتحارية "يطول". ووصف تفجير المستشفى العسكري بأنه عملية "بشعة وشديدة القسوة". وقال إن مهاجمة مرضى وأطباء هو أمر يخالف كل المعايير الأخلاقية والانسانية. وجاء حديثه بعد تزايد النقاش في روسيا عن اهمال الوحدات العسكرية المكلفة حماية المنشآت الفيديرالية. وكان وزير الدفاع سيرغي ايفانوف أمر باجراء تحقيق داخلي عن مسؤولية الحواجز العسكرية في مدينة موزدوك التي شهدت الانفجار الأخير. وقرر وقف قائد القوات الفيديرالية في المدينة عن عمله الى حين ظهور نتائج التحقيق. وكانت موسكو أعلنت ارتفاع عدد ضحايا الحادث وذكرت وزارة الطوارئ ان وحداتها انتشلت 50 جثة من تحت أنقاض المستشفى. ويتوقع ان ينتشل عدد آخر من القتلى بعدما اعلن عن مفقودين لم يحدد عددهم في شكل نهائي بعد. الى ذلك، ذكرت مصادر التحقيق انها تمكنت من احراز تقدم جدّي". وأشار المحققون الى وجود دلائل تؤكد تورط شامل باساييف الذي كان اعلن مسؤوليته في السابق عن عمليات مماثلة. وكانت النيابة العامة أعلنت اعتقال شخصين يشتبه بأن الشاحنة التي استخدمت في التفجير تعود اليهما. الى ذلك، فرضت القوات الروسية اجراءات أمنية مشددة شملت كل منطقة شمال القوقاز. وقال ناطق عسكري ان المنشآت العسكرية والطبية احيطت بتعزيزات صارمة، وأعلن عن منع الشاحنات من دخول المدن والقرى التي يتواجد فيها عسكريون او الاقتراب من المباني الحكومية. وكان الانتحاريون استخدموا شاحنات مفخخة في عمليات عدة خلال الشهور الاخيرة. وفي الشيشان، اعلن عن وضع القوات في حال تأهب قصوى. وعلى رغم الاجراءات المتخذة توقع مدير هيئة وزارة الأمن الفيديرالية نيكولاي باتروشيف وقوع سلسلة عمليات تفجيرية كبرى خلال الشهرين المقبلين، وهي الفترة التي تسبق اجراء انتخابات رئاسية في الشيشان.