أعلنت الحكومة السودانية موافقتها على عقد الجولة السابعة من المفاوضات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق في العاشر من آب اغسطس المقبل، مجددة رفضها وثيقة الوسطاء في "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد التي طرحت في جولة المحادثات الأخيرة. وفي المقابل دعت "الحركة الشعبية" كل قوى المعارضة الى توحيد صفوفها حول برنامج لفرض السلام العادل والتحول الديموقراطي في البلاد بديلاً لدعوة الخرطوم للاجماع الوطني، وطالبت بمشاركة هذه القوى في المفاوضات مع الخرطوم. عقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعاً استثنائياً أمس برئاسة الرئيس عمر البشير في حضور قادة الجيش والأمن والبرلمان وحكام الولايات والأحزاب المتحالفة مع الحكومة وشخصيات أخرى، كرس لمناقشة تطورات عملية السلام ومستقبلها، ونتائج الاتصالات وزيارات مبعوثي السلام الدوليين إلى الخرطوم إثر رفضها اقتراحات الوسطاء في "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد ، ما أدى إلى تعثر جولة المحادثات الأخيرة في بلدة ناكورو الكينية. وحمل مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين بشدة على الوثيقة التي طرحها الوسطاء لمعالجة قضايا اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية، ورأى أنها تنشئ نظاماً شائهاً لا يحقق سلاماً عادلاً أو قابلاً للتطبيق أو مستداماً. وحذر صلاح الدين في تصريح وزعته "وكالة الأنباء السودانية" الرسمية عقب اجتماع مجلس الوزراء، أمانة "ايغاد" من التحول خصماً بتبنيها وثيقة مرفوضة. وقال إن الفرصة ما زالت أمام مبادرة "ايغاد" للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي إذا التزمت المرجعيات المتفق عليها ومبادئ الحيدة والوساطة النزيهة. إلى ذلك، أعلن الأمين العام لمستشارية السلام علي حامد أن حكومته وافقت على اقتراح أمانة "ايغاد" بعقد جولة المحادثات السابعة مع "الحركة الشعبية" في 10 آب المقبل، ونفى أن تكون الخرطوم تعرضت إلى ضغوط أميركية، واعتبر الاقتراحات الأميركية الأخيرة لتجاوز حال الجمود في عملية السلام اعترافاً ضمنياً بخطأ موقف "ايغاد" ومساعدتها في طرح اقتراحات بديلة. وقال إن حكومته ترفض منح الجامعة العربية زعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق دوراً ازاء القضية السودانية، باعتباره "متمرداً خارجاً عن سلطة الحكومة". من جهة أخرى، قال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" في اسمرا : "ان دعوة النظام الى الاجماع الوطني استبعد الحركة، وهو تجاهل مبني على غرض ليس لانهم لم يسمعوا بالحركة ولا يعرفون عنوانها"، معتبراً "ان استراتيجية النظام العامة نحو السلام تستند الى تقسيم وتقزيم القوى السياسية واستيعابها داخل مؤسساته كقوى هامشية". واشار الى "ان الدعوة ايضاً تتجاهل الحرب من الشرق والغرب". ودعا عرمان الى "وحدة كل القوى السياسية المعارضة في داخل التجمع الوطني الديموقراطي وخارجه كي تفرض برنامج السلام العادل والتحول الديموقراطي، وتكون طرفاً اصيلاً في السلام لا يدعى على هامش المؤتمرات". وحددت الحركة البرنامج في مواثيق "اسمرا"، و"اعلان القاهرة" بين "الحركة الشعبية" وحزبي "الأمة" و"الاتحادي الديموقراطي"، و"إعلان لندن" بين "الحركة" وحزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة الدكتور حسن الترابي، وكل الحوارات التي توصلت اليها قوى المعارضة طوال السنوات الماضية. وشدد عرمان على ان "الاجماع الوطني لا يتحقق الا باطلاق الحريات لإتاحة الفرصة للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للحوار بحرية والغاء القوانين الاستثنائية واطلاق المعتقلين، ومن ثم التوجه نحو عقد المؤتمر الدستوري". على صعيد آخر ذكر ناطق باسم "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد، ان القوات الحكومية أحرقت اكثر من عشرين قرية في شمال دارفور أمس، وقتلت 49 مواطناً خلال مواجهات بين ميليشيات حكومية ومواطنين في منطقة القوز النعيم". واتهم الناطق ابراهيم احمد يعقوب الخرطوم بخطف 10 أطفال من قرية قوز النعيم وقال "ان 25 ألفاً من المواطنين فروا نحو تشاد المتاخمة للمناطق الحدودية في غرب السودان". من جهة اخرى، اعلنت وزارة الخارجية امس ان سفير السودان لدى البحرين صلاح الدين محمد احمد كرار فصل من منصبه لاسباب ادارية وليست سياسية لرفضه الانصياع لقرارات وتوجيهات تأمره بالعودة الى الخرطوم. وقال وكيل الخارجية مطرق صديق في تصريح نشرته صحيفة "الانباء" الحكومية امس ان كرار انهى الفترة المقررة لعمله في مملكة البحرين منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي الا انه طلب تمديد فترة بقائه. وذكر ان كرار رفض الاستجابة لقرار وزارته بالعودة وطالب بمستحقاته المالية نظير سنوات خدمته، وأوفت الخارجية بذلك وبعثت إليه نفقات تذاكر السفر لكنه رفض العودة.