أفاد تقرير في لندن أمس، أن الحكومة البريطانية أبلغت الولاياتالمتحدة أنها تخلت عن المطالبة باسترداد رعاياها المعتقلين في غوانتانامو لمحاكمتهم في بريطانيا. ونشرت صحيفة "صنداي تلغراف" أن هذا القرار اتخذ بعد تأكيد خبراء قانونيين صعوبة إعداد ملف اتهام يتضمن الأدلة التي تقبلها المحاكم، في ظل القوانين المعتمدة في بريطانيا. كذلك فإن الحكومة البريطانية قلقة من الانعكاسات السياسية السيئة لسقوط ملف الاتهام في بريطانيا. وتعتقل السلطات الأميركية تسعة بريطانيين في غوانتانامو يشتبه بمشاركتهم في نشاطات إرهابية. وأدرج اثنان منهم على لائحة تضم ستة أشخاص تتهمهم الولاياتالمتحدة بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة" ويمكن أن يحاكموا أمام محكمة عسكرية أميركية. وبعد مناقشات طويلة، وافقت واشنطن على عدم طلب حكم الإعدام لهذين البريطانيين، كما ألمحت إلى إمكان قضاء عقوبتيهما في بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي أن رئيس الوزراء توني بلير أوضح للرئيس الأميركي جورج بوش أن "محاكمة هؤلاء المعتقلين في بريطانيا أمر غير ممكن والإفراج عنهم يمكن أن يكون مزعجاً، بعدما قالت الولاياتالمتحدة إنهم ناشطون مهمون في تنظيم إرهابي". وقال مسؤول كبير في الحكومة للصحيفة إن "الرأي القانوني هو أنهم لا يمكن أن يحاكموا في بريطانيا"، موضحاً أنه "حتى لبدء الاجراءات، سنحتاج إلى تصريحات وروايات شهود نعرف أننا لا نملكها". مخاوف أميركية على صعيد آخر، أكد وزير العدل الأميركي جون آشكروفت أمس، وجود "احتمال حقيقي للغاية" لقيام تنظيم القاعدة بشن هجوم جديد على الولاياتالمتحدة. وقال آشكروفت لبرنامج "فوكس نيوز صنداي" التلفزيوني إن "نوع الجهود التي نبذلها ونوع المعلومات التي نعرضها على الشعب الأميركي تدل إلى أننا نعتقد أن هناك مثل هذا الاحتمال ولكننا نخفض هذا الاحتمال عندما نكون مستعدين". وكانت الخارجية الأميركية أصدرت الثلثاء الماضي، تحذيراً جديداً من خطر الإرهاب للمواطنين الأميركيين خارج الولاياتالمتحدة، أضافت إليه خطر اختطاف طائرات إلى لائحة الهجمات التي يحتمل أن تشن ضد الأميركيين. وجاء التحذير الأخير في وقت قال المسؤولون الأميركيون إنهم تلقوا تهديدات جديدة من "القاعدة" بشن هجمات شبيهة بهجمات 11 أيلول سبتمبر. ودفعت تلك التهديدات واشنطن إلى تغيير مستلزمات الحصول على تأشيرات السفر للأجانب الذين يمرون عبر المطارات الأميركية، مما يمنع نحو 6000 مسافر من الهبوط على الأراضي الأميركية أثناء انتظارهم مواصلة رحلاتهم إلى أماكن أخرى خارج الولاياتالمتحدة.