تعاود محكمة الاستئناف في الدار البيضاء اليوم النظر في ملفات مجموعات جديدة من المتهمين في الهجمات الإرهابية في 16 أيار مايو الماضي. وتضم لائحة المتهمين سعيد النقيري وعبدالحق حميدي ومصطفى الضبت وسعيد غيلان وسعيد اكمير المتهمين ضمن مجموعة أخرى تنظر فيها المحكمة غداً، على أن تبدأ الأربعاء بدرس ملفات منظري "السلفية الجهادية"، الشيوخ عبدالكريم الشاذلي ومحمد الفيزازي وعمر أكدوش. وترددت أسماء هولاء في افادات المتورطين في الهجمات لكونهم يلقون دروساً دينية في أحياء شعبية. وبحسب التحقيقات الأمنية والقضائية كانت هذه الخطب تحض على العنف و"الجهاد" وهدر دم غير المسلمين. إلا أن غالبية المتهمين أفادت أن تلك الدروس كانت دينية صرفة وتتعلق بالعلاقات الروحية والمذاهب الإسلامية. وقال المتهم ادريس الناجي، المتورط ضمن مجموعة حسن الطاوسي، أحد الانتحاريين الذي لم يفجر نفسه، انه حضر درساً للفيزازي تناول المذهب الشيعي، وليس "الانتقال من المجتمع الكافر إلى مجتمع الشريعة"، كما في التحقيقات. وواجه المتهم هشام العلمي رئيس المحكمة حين سأله عن عضويته في تيار "السلفية الجهادية" وشارك في دروس دينية للفيزازي وحسن الكتاني بالقول: "ليس هناك دليل"، لكنه اعترف بأن العلاقات التي كانت تربطه و"أمير" الجماعة عبدالحق الذي توفي أثناء التحقيقات كانت تجارية صرفة. وانه زاره في مدينة فاس لاقتناء أحذية للتجارة، لكنه نفى أن يكون بايعه "أميراً" للجماعة، وسُئل إن كان أبدى استعداده لتنفيذ عمليات "استشهادية" على غرار هجمات الدار البيضاء في كل من أكادير والصويرة، فنفى ذلك. وقال: "كيف أفكر في تفجير نفسي وأنا كنت على استعداد لإقامة حفلة عرسي في حزيران يونيو الماضي؟". كما نفى المتهم محمد فلافل انتسابه إلى تنظيم "السلفية الجهادية" أو أن يكون المتهم في الخلية الأولى ياسين الحنش اقترح عليهم القيام بهجمات، أو كان على علم بأحداث الدار البيضاء. وانتهت افادات المتهمين في هذه المجموعة التي تضم 19 معتقلاً إلى نفي التورط في الهجمات. وقد ارجأت المحكمة البت في ملفاتهم إلى 12 الشهر الجاري. إلى ذلك، توقعت مصادر قضائية احالة ملفات المتهمين اللذين يحملان الجنسية البريطانية بيري جونسون وعبداللطيف مروان على المحكمة في غضون أيام، اثر احالتهما على قاضي التحقيق والادعاء العام. وكانت مسؤولة في السفارة البريطانية في المغرب حضرت جلسة التحقيق القضائي. وقد تنتدب السفارة محامين عن المتهمين في إطار المساعدة القضائية. واعتقل المتهمان في إطار التحقيقات الجارية على خلفية هجمات الدار البيضاء، لكن تأكيد ضلوعهما فيها يرتبط بمسار التحقيقات التي تحدثت عن علاقة محتملة مع الفرنسي بيار ريشار ومع "أبي حفص" وآخرين متورطين في مدينة فاس ينتسبون إلى تنظيم "السلفية الجهادية". وعلم أن المغربي عبداللطيف مروان حصل على الجنسية البريطانية بعد اقامته في بريطانيا لفترة ست سنوات وتزوج من بريطانية. وتوقعت المصادر أن تكشف أطوار المحاكمة عن الصلات المحتملة لها بتفجيرات الدار البيضاء.