قال مستشار للحكومة الليبية أمس ان طرابلس مستعدة لتحسين مستوى التعويض لعائلات ضحايا طائرة "يوتا" في حال أيدت باريس رفع عقوبات الأممالمتحدة. وأضاف المحامي الجزائري سعد جبار الذي عمل مع الليبيين للتوصل الى تسوية لقضية لوكربي، ان تدخلاً من الرئيس جاك شيراك يمكن ان يُنهي الجمود الذي يمنع تسوية قضية "يوتا". وقال: "إنني متأكد انه لو رفع الرئيس شيراك سماعة الهاتف واتصل بالعقيد معمر القذافي وقال له ان فرنسا لن تستخدم الفيتو ضد قرار رفع العقوبات، بل أفضل من ذلك قال له ان فرنسا ستصوّت مع رفع العقوبات، فإن ذلك سيمهّد الطريق أمام ظروف أفضل لعائلات ضحايا يوتا". وكان شيراك اتصل بالقذافي نهاية الأسبوع الماضي وحضه على تقديم مزيد من المال لضحايا الطائرة الفرنسية. لكن ناطقة باسم الرئاسة الفرنسية امتنعت عن القول هل يخطط الرئيس الفرنسي للاتصال ثانية بالزعيم الليبي. وقالت مصادر ديبلوماسية ان مجلس الأمن سيصوّت على الأرجح الأربعاء على مشروع القرار البريطاني لرفع العقوبات، وهو أمر تأجل حتى الآن مرتين لاتاحة مزيد من الوقت أمام المفاوضات الليبية - الفرنسية في شأن تعويضات ضحايا "يوتا". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية انه لا يمكنها تأكيد هذا الموعد للتصويت. وقال مصدر مطلع على الموقف الليبي طلب عدم ذكره، ان طرابلس مستاءة من باريس لاستخدامها تعويضات لوكربي مبرراً لطلب مزيد من التعويض لضحايا "يوتا" على رغم الاتفاق السابق على تسوية هذه المسألة قضى بدفع ليبيا 34 مليون دولار بعد إدانة القضاء الفرنسي غيابياً ستة ليبيين بتفجير طائرة "يوتا" فوق النيجر عام 1989. وتريد ليبيا الوصول الى تسوية قبل حلول موعد اليوم الوطني ذكرى وصول القذافي الى الحكم عام 1969. وتحل هذه الذكرى يوم غد الإثنين. وأوضح المصدر المطلع على الموقف الليبي ان طرابلس عرضت حتى الآن 300 الف دولار لكل عائلة من عائلات ضحايا "يوتا" 170 ضحية - وهو مبلغ أكبر بكثير من القيمة الأصلية للتعويضات - يدفعها صندوق يُشرف عليه سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي. ورفض المصدر تحديد السقف النهائي لقيمة التعويضات التي يمكن ان تدفعها ليبيا. لكنه قال انه إذا اعلنت فرنسا دعمها لقرار رفع عقوبات الأممالمتحدة، فإن وزير الخارجية الليبي محمد عبدالرحمن شلقم يمكن ان يلتقي نظيره دومينيك دوفيلبان ويعلن رسمياً رغبة ليبيا في القيام بمبادرة تجاه عائلات "يوتا". وكان السير جون هولمز، سفير بريطانيا لدى فرنسا، قال الخميس ان لندن تريد رفع العقوبات قريباً. وأضاف ل"رويترز" ان بريطانيا لم تحدد موعداً نهائياً للاتفاق على موعد التصويت "ولكن بالطبع نحن نتحدث عن ايام قلائل، اسابيع قلائل، وليس عن وقت طويل".