تحتفل المملكة الأردنيّة الهاشميّة اليوم بعيد ميلاد ملكتها رانيا العبدالله. والملكة الشابة التي بلغت الثالثة والثلاثين، حققت حضوراً مميزاً على الساحة الوطنية والعالمية، من خلال انخراطها في العمل الاجتماعي، والالتزام بالقضايا الانسانية الكبرى. وكما هو معروف، فهي تعمل على متابعة مختلف الاحتياجات في انحاء المملكة، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي أطلقتها بهدف المساهمة في تحسين نوعية الحياة في بلادها. ولا يغيب الهمّ الانساني عن مشاغل الملكة رانيا التي باتت محط اهتمام الهيئات والمؤسسات الدولية. كما لعبت دوراً حاسماً في لفت الأنظار على المستوى العربي إلى قضايا الطفل والمرأة والمجتمع. ووقفت إلى جانب زوجها الملك عبدالله الثاني في مشروع دولة عصرية، قادرة على التعايش مع متطلّبات العصر. ولعلّ الحجر الاساس في مشروع الملكة رانيا هو نجاحها في بلورة فلسفة جديدة في التعامل مع الشرائح المجتمعية، فلسفة تتجاوز المفهوم التقليدي وصولاً إلى الاستجابة لمتطلبات تلك الشرائح، والتفاعل مع محيطها المتمثل بالأسرة والبيئة الاجتماعيّة والاقتصاديّة. وتترأس الملكة المجلس الوطني لشؤون الأسرة الذي ينكب حالياً على وضع مشاريع تشريعات جديدة تهدف الى تحسين وضع الاسرة، ووضع قوانين تمهد لانتهاج سياسات مبنية على اسس علمية وفكرية لتعزيز رخاء الأفراد. وهذه السياسات تستند إلى شراكة قويّة بين صانعي القرار ومؤسسات القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني. وتسلمت الملكة رانيا جائزة الاعلام الالماني، وهي أوّل شخصية نسائية تحوز تلك الجائزة، وميدالية الرئاسة الايطالية الذهبية تقديراً لجهودها في بناء جسور الحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب ولالتزامها القضايا الانسانية والتنموية على الصعيدين الوطني والدولي. وعلى الساحة العربية لا بدّ من الاشارة الى جهود الملكة رانيا العبدالله في اطلاق "قمّة المرأة العربية" التي ترأستها، وكانت حافزاً لتأسيس منظمة المرأة العربية كمؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية. وتلعب ملكة الأردن دوراً أساسياً في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وابراز دور المرأة في بناء مجتمعها، وفي بلاد المهجر. وتحقق الملكة رانيا حضوراً ملحوظاً في المحافل والمنتديات الدولية. وزارت عدداً كبيراً من المؤسسات الثقافية والاسلامية في الغرب، للمساهمة في تعزيز صورة المرأة العربية في مواجهة تحديات العصر.