سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير خالد الفيصل : المملكة تأخذ بكل أسباب التحديث في نطاق الحفاظ على هويتها بحضور الملكة رانيا رعى فعاليات ندوة التعلم والتقنية
الملكة رانيا : النساء أساس التنمية في عصر الرؤية والفكرة
رعى صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مساء امس فعاليات الندوة السنوية السادسة للتعلم والتقنية تحت شعار المواطنة في المنظومة الرقمية اطلالة ورؤى والتي تنظمها كلية عفت للبنات. حيث القت صاحبة السموّ الملكي الأميرة لولوه الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على كلّيّة عفّت كلمة جاءت فيها إنّه لمن دواعي السرور والغبطة أن أقف مرحبة بكمْ جميعًا في حفل افتتاح الندوة السنويّة السادسة للتعلّم والتقنية، والتي تعتبر معلمًا من معالم كلّيّة عفّت لها السبق في تنظيمه لخدمة العلم والمجتمع، ويشرّفني في هذه المناسبة العظيمة أن أتقدّم بجزيل الشكر وفائق التقدير إلى صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن؛ لتلبيتها الكريمة لدعوة الكلّيّة وتشريفها هذا الحدث المتميّز بمشاركة تترجم مدى اهتمامات جلالتها الواسعة في حقول التعلُّم والتقنية وقضايا المرأة العربيّة، آملين أن تكون ندوتنا في عامنا هذا منبرًا مناسبًا لاستعراض أحدث مستجدات العصر في عالم التعلُّم والتقنية على السّاحة العالميّة؛ مواكبة لمسيرة التطوّر محليًّا وإقليميًّا.حظي التعليم في المملكة العربيّة السعوديّة باهتمام كبير، ودعم سخيّ متواصل من ولاة الأمر، وقد بدا ذلك واضحًا من خلال خطط التنمية المتوالية التي جعلت التعليم من أولوياتها الأساسيّة؛ إذ كانت هناك قفزات متنامية في الاعتمادات الماليّة للتعليم، صحبتها زيادات في مؤسسات التعليم، وفي أعداد الطلاب وأعضاء الهيئات التدريسيّة، والحقّ أنّ المتتبّع لنشأة تعليم البنات يكتشف أنّه لمْ يكن بمعزل عن هذا التطوّر المتسارع، بلْ يجد أنّ المسؤولين قد حرَصوا غاية الحرص على أن تنال الفتاة السعوديّة نصيبها كاملاً من التعليم، فقد شهد تعليم البنات في المملكة قفزات كبيرة مرّ خلالها بمراحل عديدة من النموّ والتطوّر كمًا وكيفًا، أثبت الفتاة السعوديّة فيها قدرة متميّزة في التحصيل والإبداع في مختلف التخصصات والمجالات، ومن هذا المنطلق قامت كلّيّة عفّت كأول كلّيّة أهليّة غير ربحية للبنات في المملكة شأنها شأن باقي مؤسسات التعليم العالي الأهليّ؛ بخطوات حثيثة لتدعيم منظومة التعليم العالي، وذلكَ بتقديم البرامج العلميّة المتخصّصة التي تتواءم مع سوق العمل، وتستجيب لمتطلبات التنمية على المستويين المحليّ والإقليميّ، وتسهم في إعداد كوادر بشرية متميزة لها بصماتها المشرقة، ومنْ هنا تأتي أهميّة ما تتبنّاه كلّيّة عفّت تحقيقًا لرسالتها في التميّز الأكاديميّ والمهنيّ، وسعيها الدءوب لخدمة المجتمع ، من التزامها في استراتيجياتها التعليميّة دمج التعليم بالتقنية، ورعايتها لأهمّ البرامج التقنيّة العملاقة في العالم والتي تدعّم تنمية وتطوير المرأة مهنيّاً؛ كبرنامج المرأة في عالم التقنية، وأكاديمية سيسكو الإقليميّة للشبكات. وفي ضوء هذا الإطار تكلّلت مجهودات الكلّيّة بندوة التعلُّم والتقنية السنويّة، و التي أطلقت أولى فعالياتها عام 2002م؛ لتكون ملتقىً سنويًّا لحلقات نقاش تربوية/ تقنيّة يتبادل فيها رواد التعليم و الباحثون و رجال الأعمال الخبرات و الأفكار الخلاقة في مجاليّ التعليم والتدريب التقنيّ، وتطالعنا في هذا العام الندوة السادسة للتعلُّم والتقنية بمنظومة جديدة تحت شعار “ المواطنة في المنظومة الرقميّة: إطلالة ورؤى “ و التي تهدف إلى زيادة وعي الانتماء إلى الأمة الرقميّة الكونيّة وأهميّة المشاركة الفعّالة فيها لكوننا جزءًا لا يتجزأ منها تتجلّى فاعلية ندوتنا السادسة بعرض أهمّ التطورات، وبمناقشة أميز القضايا المرتبطة بحقيقة المواطنة في العالم الرقميّ، يتولاها نخبة كبيرة من نجوم الباحثين وخبراء التقنية محليًّا وعالميًّا؛ في نطاق خمسة محاور تدور حولَ: التقنيات الحديثة، والقضايا الثقافية والاجتماعية، التعليم والتعلُّم، ومهارات القرن الواحد والعشرين، والأدوات والأنظمة والبُنى التحتيّة. ولأول مرة في تاريخ الندوة تقدّم عبر فعالياتها حلقات نقاش، تتبعها مناقشات مع جمهور الحاضرين، كما تتاح لهم زيارة معرض الندوة التعليميّ التقنيّ، وهو عبارة عن ساحة تعليميّة عمليّة يقدّم فيها ما تتطلبه التجربة الرقميّة من تدريبات، كما تتضمن الندوة محاضرات مثرية تتزامن مع ورشات عمل تهدف إلى تقديم تدريب مكثّف ومُتكامل على موضوعات تحْظى باهتمامات التربويين ورجال الأعمال، كما يتوّج ندوتنا هذا العام حفلنا هذا الذي يضمّ جلالة الملكة رانية العبدالله كمتحدث رئيس، ولفيفًا من المتحدثين العلماء بالإضافة إلى حلقة نقاش تعالج أهمّ قضايا العصر المرتبطة بالمرأة والتقنية، والتي يتولاها نخبة من المتحدثين رفيعيّ المستوى على الصعيدين العربيّ والعالميّ في عالمنا اليوم. بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل كلمة جاء فيها يسعدني ان أشارككم في افتتاح الدورة السنوية السادسة لندوة “التعليم والتقنية” التي تنظمها كلية عفت في جدة, والتي تنعقد هذا العام على موضوع غاية في الأهمية عن “المواطنة في المنظومة الرقمية: إطلالة ورؤى” وارحب بضيوفنا الأفاضل الذين حرصوا على الإسهام في الندوة بالفكر والتجربة, إيمانا منهم بأن الحضارة الإنسانية تنمو وتزدهر في مناخ التعاون المشترك بين بني الإنسان, خاصة في هذا العصر التقني الذي ألغى المسافات وحرر العقبات في طريق التواصل بين الشعوب والأمم. وفي عصر السماوات المفتوحة, الذي أنتج كمّا معلوماتيا هائلا, آخذا في الاضطراد والتحديث, تصبح المعرفة – انتاجا وتبادلا واستهلاكا- هي الرهان الرابح ومصدر القوة القائدة لحركة التنمية, وهي المنشد الذي يجب أن تتوخاه الأمم والشعوب, من أجل مواكبة النهضة القائمة والمشاركة الفاعلة في آلياتها, في إطار تعاون إنساني شامل. والدين الإسلامي الذي نتشرف بالانتساب إليه يدعو إلى هذا التوجه منذ انطلاق الرسالة بالأمر الإلهي الأول للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “اقرأ” وهو أمر لا ينسحب على ظاهر اللفظ من القراءة التقليدية المعهودة فحسب, بل يتجاوز إلى كل وسيلة مشروعة تقود إلى المعرفة. كما عالمية الإسلام لا تتحقق إلا بالتعارف والتعاون والتواصل والتأثر والتأثير الإيجابي والمفيد بين جميع دول العالم وشعوبه, ولقد نهضت الحضارة الإسلامية بفعل التطوير المبدع الذي قام به علماؤنا الأوائل لنتاج حضارات أخرى, ثم كان ناتج هذا التطوير ركيزة انطلاق الحضارات المتعاقبة بعدها, وإلى يومنا هذا في الشرق والغرب, وهكذا تتلاقى روافد الحضارات المتعددة وتتلاقح لتنتج الحضارة الإنسانية الواحدة على مر التاريخ. ولا شك أن مسؤوليتنا التاريخية عن إحياء دور أسلافنا النشط في صناعة النهضة الإنسانية, تحتم علينا العناية بقاطرة النهضة وأعني بها التنمية الإنسانية على الأسس العصرية, من هنا تأتي أهمية هذه الندوة وربطها بين التعليم والتقنية, حيث التعليم يعني تأهيل الإنسان من خلال برنامج تعليم مستمر لا يقتصر على مراحله التقليدية والمعروفة, وحيث الوسائط التقنية على الجانب الآخر هي الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف في سني الدراسة وما بعدها. وتأتي هذه الدورة في سياق تحفيز الصحوة الرقمية في العموم, وخاصة بين من لهم صلة بالتربية والتعليم, وتسليط الضوء على أهمية اكتساب الهوية الرقمية وتحقيق المواطنة فيها, لا باستخدام الإنسان للشبكة المعلوماتية في خدمة أنشطته الخاصة فحسب, ولكن بالمساهمة في إنتاج مقومات هذه الشبكة, ليجد لنفسه موقعا على خارطة العالم الرقمي اليوم. ولا شك أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز, تسعى جاهدة في هذا السبيل, وتأخذ بكل أسباب التحديث في نطاق الحفاظ على هويتها والراسخ من ثوابتها, ومن أجل ذلك أقيمت كبريات المدن الاقتصادية, ونال التعليم أكثر من ربع ميزانية الدولة, وقامت فيها أحدث جامعة عالمية هي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا, وانتشرت في ربوعها المجمعات التعليمية والبحثية, وتنامت حصة القطاع الخاص في مشروعات التعليم والتدريب, وهذه الكلية تأتي في السياق ذاته, كما نالت المرأة مساحة أوفر في مجالي التعليم والعمل, إلى غير ذلك من جهود حثيثة تتحول بالمملكة إلى دولة عصرية منتجة للعلم والتعليم, القائم على أحدث التقنيات في عصر اقتصاد المعرفة. وبعد ذلك ألقت الملكة رانيا العبدالله المتحدث الرئيسي للندوة كلمتها والتي أشارت فيها ان هذا العصر ليس عصر التقنية فقط بل عصر الرؤية والفكرة الخلاقة وان النساء اساس التنمية وحددت معالم مستقبل العالم العربي من وحي الحاضر و التاريخ قائلة “ نعم التقنية مهمة، لكن هذا العصر ليس عصر التقنية فقط، التقنيات تسهل، تقصر المسافات و تفتح الأبواب.. لكنها لا تفكر و لا تبصر و لا تبدع، عصرنا هذا عصر الرؤية، عصر الفكر و الفكرة الخلاقة.. و الأفكار هي أغلى سلعة هذه الأيام” جاء ذلك خلال خطابها في منتدى كلية عفت السادس في جدة بالمملكة العربية السعودية أمام أصحاب السمو الملكي الأمراء والأميرات وكبار المسؤولين والمشاركين من الدول العربية في المنتدى وبحضور حشد من أعضاء الهيئة التدريسية وطالبات الكلية. وأضافت “منذ أسابيع، أصبحت طرفاً في هذا الحوار الالكترونيّ العالميّ. أطلقت صفحة على موقع يوتيوب الالكترونيّ، صفحة أتمنّى أنا المرأة ... الأمّ ... العربيّة ... المسلمة أن تغير من مفهوم العالم عنا ... نحن العرب المسلمين نساء ورجالاً، وتفتح باباً آخر للحوار بين كلّ من يؤمن بأننّا متشابهون أكثر بكثير من اختلافاتنا.” وقالت جلالتها “عندما يتحدثون عن الاختلاف بين الشرق والغرب، يستشهدون في معظم الأوقات بوضع المرأة العربية، كيف أنّها مقموعة، غير متعلمة، غير مشاركة .... ليت كل مشكك في وضع النساء العربيات يلتقي طالبات هذه الكلية كما التقيتهن منذ قليل، ليتهم يستمعون إلى طالبات عفت، إلى منطقهن وسعة مداركهن.” وأضافت جلالتها “عندما نتحدث عن تمكين المرأة يعارض البعض ذلك بشدة وكأن إعطاء المرأة حقوقها يعني أنها ستخرج عن العادات والتقاليد والأعراف وتبدأ بالتّشبه بالغرب وما إلى ذلك من أشياء نسمع ونقرأ عنها بين الآونة والأخرى. كيف يكون تعليم المرأة كي تحافظ على نفسها وعائلتها وتفهم زوجها وتشاركه طموحه “ثورة”؟! وكيف تكون مساهمتها وعملها وطموحها لتحسين نفسها ومن ثم مجتمعها خروجاً عن العادات؟! ألم تكن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها- سيدة أعمال؟! “ واضافت “أكثر من نصف الخريجين في دولنا العربية نساء، النساء يكملن دراستهن الجامعية أكثر من الرجال! ومع هذا .... نسب متفاوتة من النساء في دولنا العربية يشاركن في توليد أفكار جديدة في مختلف المجالات ... رغم أن لديهن المقومات لإنتاج أغلى سلعة في العالم، الفكرة، يستطعن تغيير الصورة النمطية عنهن، ولديهن القدرة على خط مسارهن بأيديهنّ، يستطعن كل هذا وأكثر بكثيروأضافت “تسخير العلم لا يحدث في سوق العمل فقط. يقال “إن تعلم امرأة فإنك تعلم مجتمعاً بأكمله “وأنا أعلم، عن تجربة، أن المرأة المتعلمة في منزلها، مع أولادها وزوجها، تختلف عن سواها، فالمرأة المتعلمة، المفكرة، تزرع في أولادها حب العلم وتنمي فيهم حس التفكير الخلاق. لأن الأم تستطيع أن تجعل تاريخنا، أخلاقنا، عاداتنا، تقاليدنا، وقوانيننا البوصلة التي ترسم مسارها ومسار أولادها، وتستعين بتعليمها وتقنيات العصر لتصل بهم الى بر الأمان الذي يشارك كلّ فرد من مجتمعنا في بنائه. وتستهدف الندوة التي يشارك فيها عدد من الخبراء والمهتمين والباحثين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها من ابرزهم البروفيسور الدكتور فاروق الباز وحرم العاهل الاردني الملكة رانيا الاكاديميين والتربويين والاداريين والباحثين حيث تقدم لهم ندوات ومحاضرات وورش عمل في مجال العمل والتعليم ومجالات التقنية العالمية والقضايا المتعلقة بالانتماء الى الامة الرقمية الكونية وفعاليتها وابرز برامجها واخلاقيات الانتماء لها .