ارجأت محكمة الاستئناف في الرباط النظر في ملف الفرنسي بيار ريشار المعروف باسم "الحاج ابو عبدالرحمن" الى الاثنين المقبل. وكان محامو الدفاع طالبوا بالتأجيل ليتمكنوا من اعداد المرافعات عن ريشار و34 آخرين متهمين ب"تشكيل عصابة اجرامية والمشاركة في اعمال تخريب والمساس بأمن الدولة الداخلي والتحريض على شن هجمات ارهابية وحيازة اسلحة ومتفجرات". ويعتبر المراقبون محاكمة ريشار انها تشكل الفصل المثير في محاكمات المتورطين في الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في 16 ايار مايو الماضي. اذ ان افادات معتقلين تؤكد انه اجتمع مع العقل المدبر للهجمات عبدالحق مول الصباط الذي توفي، قيد الاعتقال، قبل محاكمته. وجاء في تحريات امنية وقضائية ان ريشار خطط لتنفيذ هجمات في المناطق الشمالية للبلاد، انطلاقاً من الجبال والمسالك الوعرة التي تميز طبيعتها القاسية. وتذهب تحليلات الى ان عمله تاجراً للسيارات المستخدمة كان يتيح له التحرك بحرية وتلقي اموال ربما كان بعضها من شبكات تهريب مخدرات. وافاد متهمون في القضية ان ريشار تحدث الى مناصريه عن استباحة استخدام الاموال، مهما كان مصدرها لتنفيذ الهجمات، وانه حضّهم على استقطاب اكبر عدد ممكن من المؤيدين، لكنه كان يشدد على ان تضم الخلايا العملية نحو 70 شخصاً فقط، مستلهماً في ذلك التجربة الجزائرية بحسب افادات متهمين. وركز نشاطه على تنظيم دورات تدريب عسكري في كهوف واماكن خالية في ضواحي فاس وغابات طنجة شمال البلاد. وكان بعض خططه يقضي باستخدام نظام التفجيرات عن بعد بواسطة هواتف محمولة وبين المتهمين ال34 الآخرين في القضية نفسها اسم يبرز مصطفى العياط الذي كان ينعت ب"العسكري"، في اشارة الى تجربته الميدانية، واحمد بورين الذي يطلق عليه لقب "ابي تراب" اضافة الى نجل الشيخ محمد الفيزازي الذي قضى حكماً بالسجن في قضية "السلفية الجهادية" ومحمد النكاوي وعادل فياش وعبدالعزيز مفتاح.