نقلت الولاياتالمتحدة مقر قيادة قواتها الجوية في الخليج من قاعدة في السعودية الى قطر، وأنهت 13 سنة من الوجود الاميركي في هذه القاعدة. واقيمت امس مراسم بسيطة في قاعدة الامير سلطان الجوية في الخرج 80 كيلومتراً جنوبالرياض لمغادرة الكتيبة الاميركية الاخيرة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون في واشنطن ان مساعد قائد سلاح الجو الاميركي في المنطقة الجنرال روبرت ايلدر ترأس هذه المراسم التي نظمت في غياب وسائل الاعلام. وقالت مصادر غربية ان حوالى مئة من الاميركيين العاملين في وحدة الهندسة ومدنيين الى جانب عدد من الجنود غادروا الثلثاء قاعدة الامير سلطان التي كان يتمركز فيها الجزء الاكبر من آلاف الجنود الاميركيين وقوات الحلفاء الموجودين في المملكة. وقال اللفتنانت غاري اراسين الناطق باسم القيادة الاميركية المركزية: "بقي عدد قليل من الاميركيين، حوالى مئتين على الارجح". واوضح مسؤول في البنتاغون ان مئات من افراد القوات المسلحة الاميركية سيبقون في السعودية للقيام بمهمات تدريب او لصيانة المعدات العسكرية. وكانت الرياضوواشنطن اتفقتا في اواخر نيسان ابريل الماضي على سحب آلاف الجنود الاميركيين المتمركزين في السعودية منذ نهاية حرب الخليج في 1991 بعد زيارة قام بها وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد للرياض. واعلنت الولاياتالمتحدة حينذاك نقل المقر العام لقواتها الجوية في منطقة الخليج من قاعدة الامير سلطان الى قاعدة العديد في قطر. وقال الجنرال رونالد راند الناطق باسم القاعدة حينذاك ان قاعدة الامير سلطان لن تستخدم الا "للتدريب والتمارين". وكانت السعودية رفضت طلباً اميركياً بنشر قوات على اراضيها خلال استعداداتها للحرب الاخيرة على العراق. واثناء هذه الحرب تولى مقر القيادة الجوية الاقليمية في قاعدة الامير سلطان قيادة العمليات الجوية ضد العراق. وارتفع خلال الحرب عدد العسكريين الاميركيين بمقدار الضعف اي من خمسة الاف الى عشرة الاف جندي. وجرى الحديث مرات عدة عن اغلاق المقر العام للقوات الاميركية في قاعدة الامير سلطان خصوصاً بعد احداث 11 ايلول سبتمبر 2001 التي كان 15 سعودياً بين منفذيها ال19 وتبناها زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن الذي جرد من جنسيته السعودية. ورفضت السعودية، الحليفة التقليدية للولايات المتحدة، باستمرار اتهامات رددتها وسائل الاعلام الاميركية بشأن عدم مواجهتها للارهاب خصوصاً على صعيد التمويل. وكثفت السعودية اخيراً عمليات مطاردة الاوساط المتطرفة المشبوهة خصوصاً اثر اعتداء وقع في الرياض واسفر عن سقوط 35 قتيلاً. وفيما كانت القوات الاميركية تغادر قاعدة الامير سلطان اعلنت مجلة "تايم" ان واشنطنوالرياض توصلتا الى اتفاق يسمح لعناصر من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي والمالية بالعمل في السعودية لكشف الشبكات المالية لمجموعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة".