استبقت اسرائيل احتمال حجب المجلس التشريعي الفلسطيني الثقة عن حكومة محمود عباس أبو مازن بالتهديد بأنها لن تتفاوض مع أي حكومة فلسطينية برئاسة ياسر عرفات أو أي شخصية أخرى تخضع لإمرته. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن أوساط سياسية رفيعة المستوى في تل ابيب هذا الموقف على رغم تحميلها، في الآن ذاته، حكومة عباس مسؤولية "إجهاض العملية السلمية" لأنها لم تعمل كثيراً في "محاربة الارهاب" وان الاجراءات التي قامت بها، من سد أنفاق في رفح وتجميد حسابات مصرفية تابعة ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس ليست سوى شكلية. وتابعت ان واشنطن تشاطر تل ابيب رأيها هذا وان الادارة الاميركية أوضحت لعباس ان امام حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" خيارين لا ثالث لهما: الاستسلام أو القضاء عليهما! وزعمت ان الاميركيين "على شفا الإحباط واليأس" من الحكومة الفلسطينية، وانهم قد يفقدون رجاءهم من امكان "ان يعيد عباس ووزيره محمد دحلان القطار الى السكة". واعتبرت أوساط اسرائيلية اجتماع الحكومة الفلسطينية في غزة امس "حاسماً بل مصيرياً"، ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عنها متابعتها باهتمام كبير الاجتماع لاعتقادها انه قد يشكل "نقطة تحول في صراع القوى الفلسطينية". وكتب المعلق العسكري في الصحيفة اليكس فيشمان ان جلسة الحكومة ومواصلة اسرائيل ضغطها العسكري على قادة "حماس" والفلسطينيين "هما وجهان لعملة واحدة". فاسرائيل، كما السلطة الفلسطينية، لن تسمح بعد بأن تقرر "حماس" قواعد اللعبة "والتطورات هذا الاسبوع قد تبدو مصيرية للغاية". وكررت اسرائيل تشديدها على مواصلة استهداف قادة "حماس" وتصفيتهم جسدياً على رغم فشل محاولة اغتيال الناشط خالد مسعود "المسؤول عن صنع صواريخ القسام" قرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة أول من أمس. وحذر مسؤول أمني رفض الكشف عن اسمه انه "لا يمكن لأي ارهابي ان يفلت من العقاب" وان سلطات الاحتلال ستواصل ملاحقة "الارهابيين" في المكان والزمان اللذين تختارهما "من دون اي قيود وبكل الوسائل العسكرية" حتى تقرر السلطة الفلسطينية التحرك الحقيقي ضد البنى التحتية العسكرية للتنظيمات الفلسطينية. واشار المسؤول ومعلقون بارزون في الشؤون العسكرية الى ما وصفوه ب"التأثير الرادع" لسياسة الاغتيال والى حقيقة ان قادة "حماس اختفوا عن الانظار" ما يحول دون تنفيذهم توعدهم بعمليات تفجيرية انتقاماً لاغتيال القيادي في الحركة اسماعيل ابو شنب وناشطين آخرين الاسبوع الماضي. ونقلت الاذاعة عن المسؤول قوله ان سلطات الاحتلال نجحت في "نقل الرعب والخوف" الى شوارع غزة وان ناشطي "حماس" باتوا يدركون انه حكم عليهم بالموت، مضيفاً ان "قرار قادة الحركة" سيؤثر في الرأي العام الفلسطيني ويردع آخرين عن التخطيط لهجمات مسلحة "لانشغالهم اكثر بسلامتهم الشخصية ولديهم وقت أقل لتخطيط اعتداءات وارسال انتحاريين الى تخوم اسرائيل". من ناحيته دعا زعيم حزب المستوطنين الوزير ايفي ايتام الحكومة الى استغلال الفرص المواتية للقضاء على حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"محوهما من الخريطة" لأنهما عدوا أي عملية سلمية في المستقبل و"تحولان دون بزوغ قيادة بديلة يمكن التفاوض معها... انهما ليستا حركتين سياسيتين انما مجموعة من القتلة".