قصفت مروحيتان عسكريتان اسرائيليتان مساء امس بالصواريخ سيارة في حي عباد الرحمن قرب مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة بقصد اغتيال احد القادة العسكريين ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس، فقتل في القصف احد المارة، حسن الحملان 70 عاماً، واصيب 23 آخرون بجروح بينهم ثلاثة اطفال وثلاثة آخرون في حال الخطر، الا ان الشخص المستهدف، وهو وائل عقيلان احد كوادر "كتائب عز الدين القسام" الذي كان مع رفيقين له من "كتائب القسام" نجا من القصف مع رفيقيه اللذين اصيب احدهما، خالد مسعود، بجرح طفيف بشظية في الكتف. ونجا الثلاثة عندما نزلوا مسرعين من السيارة التي كانوا يستقلونها. وجاء هذا الاعتداء الاسرائيلي الجديد بعد ساعة من وصول رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن الى مدينة غزة. ومع اشتداد الهجمات العسكرية الاسرائيلية على الفلسطينيين، لا سيما في مدينتي نابلس وجنين، وتسريع سلطات الاحتلال اجراءات فرض وقائع جديدة على الارض في القدس من خلال عزل المدينة المقدسة بالكامل عن محيطها الفلسطيني، تواصلت تفاعلات الخلاف بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزرائه "ابو مازن" الذي دعا المجلس التشريعي الى عقد جلسة طارئة الاسبوع المقبل لمناقشة مستقبل حكومته والمساعدة في انهاء الازمة الحالية التي تحمل عنوان "توحيد الاجهزة الامنية". راجع ص 5. وقال مسؤول فلسطيني كبير امس ان عباس طلب من المجلس التشريعي عقد جلسة خاصة يقدم خلالها انجازات حكومته وتكون بمثابة جلسة ثقة في ظل الوضع السياسي والامني المتردي وان هذه الجلسة "لن تقتصر على الاستماع للتقرير وانما ستتناول مسألة تجديد الثقة بالحكومة او حجبها او تعديلها". وسيترأس "ابو مازن" جلسة طارئة لمجلس الوزراء الفلسطيني اليوم ويتابع عمل الاجهزة الامنية الفلسطينية لتنفيذ القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية الاسبوع الماضي "لوضع حد لفوضى السلاح" وفرض سيادة القانون ومبدأ السلطة الواحدة كما يناقش الوضع الامني الميداني المتدهور، كذلك ما تم انجازه على صعيد الحكومة الفلسطينية خلال ال100 يوم الماضية. كما سيلتقي "ابو مازن" ممثلي الفصائل الفلسطينية باستثناء ممثلي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". واخذت جملة التعيينات والتحركات الجديدة التي اتخذها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بما في ذلك تعيين العميد جبريل الرجوب مستشاراً له للشؤون الامنية وهو الرابع الذي يشغل هذا المنصب، بعداً جديداً عندم دخلت واشنطن على الخط وأعلنت عن تحفظها ازاء هذه التعيينات. وما زالت الحكومة الفلسطينية تلتزم الصمت ازاء التعيين الجديد الذي رأى فيه مراقبون محاولةً من جانب الرئيس الفلسطيني ل"ضرب" مكانة وزير شؤون الامن الفلسطيني محمد دحلان الذي منحه رئيس الوزراء الفلسطيني صلاحيات امنية واسعة في اطار وزارة الداخلية التي ما زال "ابو مازن" يتولى رسمياً المسؤوليات فيها. الى ذلك، بعث "ابو مازن" برسالة الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى طلب فيها اعتماد وزير الشؤون الخارجية الدكتور نبيل شعث في اجتماعات الجامعة بدلاً من رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي لكن القدومي بعث امس برسالة الى موسى اشعره فيها بأن الوفد الفلسطيني للدورة المقبلة لمجلس الجامعة مؤلف منه رئيساً اضافة الى شعث ومحمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة عضوين. وافادت مصادر قريبة من قدومي، الموجود حالياً في زيارة رسمية لليبيا، انه رفض رسالة"ابو مازن" الى الجامعة العربية. واوضحت المصادر ان المعركة بين الرجلين بدأت منذ تولي شعث وزارة التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية كون الوزارة الجديدة بدأت تنتزع تدريجاً صلاحيات الدائرة السياسية لمنظمة التحرير التي يقودها من تونس قدومي، والذي اعتبر انه وزير الخارجية الذي عينه المجلس الوطني الفلسطيني في دورة 1988 في الجزائر، الى جانب تعيين ياسر عرفات رئيساً للدولة المستقلة المنوي اقامتها. الا ان شخصية فلسطينية مطلعة اكدت ل"الحياة" ان المعركة المفتوحة حالياً في الجامعة تعود الى مقاطعة قدومي رئيس وزراء السلطة عباس خلال زيارته الاخيرة لتونس في وقت سابق من الشهر الجاري.