تحدت المكسيكالولاياتالمتحدة وطلبت من مجلس الامن الاقتراع اليوم على مشروع قرار لحماية موظفي الأممالمتحدة تعارضه واشنطن بصيغته الحالية، لتضمنه اشارة الى المحكمة الجنائية الدولية التي تعارضها الادارة الاميركية بزعم انها تشكل انتهاكاً للسيادة الاميركية، وقد تمهد لاقامة دعاوى على مسؤولين اميركيين في الخارج. وتواصلت ليل الاثنين المشاورات حول صيغة مشروع القرار الذي تعارضه بشدة ادارة الرئيس جورج بوش. وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن انه يجب تحقيق بعض التقدم قبل التصويت الذي تأجل سابقاً. ويرعى مشروع القرار المكسيكي سورية وبلغاريا وفرنسا والمانيا وروسيا وطرح للمرة الأولى في ابريل نيسان لتعزيز الحماية لموظفي الأممالمتحدة في أنحاء العالم، واكتسب المشروع زخماً عقب تفجير مقر الاممالمتحدة في بغداد. وأفاد ديبلوماسيون ان مشروع القرار يضع الولاياتالمتحدة في موقف صعب لأن استخدام حق النقض الفيتو ضده او حتى مجرد الامتناع عن التصويت سيصعب تمريره فيما لم يمر وقت طويل على مقتل 23 فرداً بتفجير مقر المنظمة الدولية في العراق. واوضح مسؤولون اميركيون وديبلوماسيون في مجلس الأمن ان كولن باول وزير الخارجية الاميركي تحدث هاتفيا الى لويس ارنستو ديربيس وزير الخارجية المكسيكي السبت، لاقناع المكسيك بحذف العبارات الخاصة بالمحكمة من مشروع القرار. وقال فيليب ريكر الناطق باسم الخارجية الاميركية: "نقدر الحاجة الى حماية موظفي المساعدات الانسانية، وتأمين فرص الوصول الى العمال ليقوموا بالعمل المكلفين به، لكننا قلقون من الصيغة ومن وجود اشياء غير ضرورية في القرار". لكن مندوب المكسيك لدى الاممالمتحدة ادولفو اجيلار سينسير قال ان الاربعة عشر عضواً الآخرين في المجلس يؤيدون نص المشروع، واعتبر ان الاشارة الى تجريم المحكمة الجنائية الدولية الهجوم على موظفي المساعدات الانسانية، ضرورية في صيغة القرار. وجاء في مسودة المشروع ان الهجمات الموجهة الى موظفي المساعدات الانسانية، جريمة حرب بموجب قوانين المحكمة الجنائية الدولية التي دشنت في آذار مارس وأيدها الاتحاد الاوربي بشدة. ويحض المشروع الدول على تبني قوانين تؤكد ان استخدام العنف ضد موظفي الاممالمتحدة والعاملين في المنظمات الانسانية الاخرى جريمة. وفي عمان، قال مدير برنامج الاممالمتحدة للتنمية مارك مالوك ان تفجير مقر الاممالمتحدة في بغداد اثار "حرجاً كبيراً" لقوات "التحالف" التي تؤكد انها تعمل لإرساء الامن في العراق، معرباً عن أمله بأن يؤدي تحقيق تتولاه المنظمة الدولية الى كشف الحقيقة حول مقولة تورط عناصر أمن عراقيين كانوا يتولون حراسة المبنى بالاعتداء. وقال في مؤتمر صحافي ان التفجير "اثار حرجا كبيرا للولايات المتحدة فهو يدحض ادعاءاتها في شأن جهود فرض الأمن والقانون في البلاد وان الامور تسير على ما يرام، ويثير مجدداً قضية ان قوات تحالف جيوش عدد محدود من الدول ربحت الحرب، عاجزة الآن عن ادارة السلم". وفي جنيف، نظم امس مئات من موظفي الاممالمتحدة برئاسة سيرجي اوردجونيكيدزه المدير العام لمقر المنظمة الدولية في أوروبا مسيرة صامتة حداداً على قتلى تفجير مقر المنظمة في بغداد، شارك فيها عاملون من كل أجهزة الاممالمتحدة في المدينة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية ومكتب مفوض شؤون اللاجئين ومكتب حقوق الانسان الذي كان يرأسه مبعوث المنظمة الدولية الخاص الى العراق سيرجيو فييرا دي ميللو. واعلنت المنظمة ان دي ميللو سيدفن غداً في "مقبرة الملوك" في ضاحية بلين باليه بالمدينة الى جانب الزعيم السويسري البروتستانتي جون كالفن والكاتب جيمس جويس وخورخي لويس بورجيس وراينر ماريا ريلكه. وقال مسؤول ان مراسم رسمية ستجري الجمعة في "قصر الامم"، مقر الاممالمتحدة في جنيف لتكريم ضحايا التفجير في بغداد.