دانت الاممالمتحدة ومجلس الجامعة العربية ودولاً عدة التفجير الذي استهدف مقر الاممالمتحدة في العراق وأدى الى قتل وجرح العشرات. واعتبره الجميع "عملاً ارهابياً" فيما قال الرئيس جورج بوش ان الهجوم على مقر المنظمة الدولية يؤكد يأس انصار النظام العراقي السابق. ونجا من الحادث بأعجوبة كبيرة غسان سلامة مستشار المندوب الدولي في العراق سيرجيو فييرا دو ميلو الذي قتل تحت الانقاض. أكدت الناطقة باسم الاممالمتحدة في العراق فيرونيك تافو ان 13 شخصا على الاقل قتلوا في الانفجار الهائل الذي هز أمس مقر الاممالمتحدة في بغداد، فيما أشارت مصادر طبية الى سقوط 16 قتيلاً و53 جريحاً، ولقي أعلى مسؤول في المنظمة الدولية في العراق سيرجيو فييرا دو ميلو حتفه. وأضافت أن "بينون سيفان المدير العام لبرنامج النفط للغذاء الذي كان في مؤتمر صحافي أصيب بجروح"، من دون أي توضيح آخر. وقال موظف في الاممالمتحدة في بغداد فايز سرحان الذي كان موجوداً في المكان: "شاهدت شاحنة صفراء تابعة لمصنع اسمنت تصدم السور الخارجي لفندق القناة وتنفجر". واكدت تافو في اتصال هاتفي "أمامي 13 قتيلاً ممددين في ساحة فندق القناة". واضافت: "كان هناك ما لا يقل عن 200 شخص في المبنى عند وقوع الاعتداء". واكدت مصادر طبية سقوط ثلاثة قتلى آخرين إضافة الى 53 جريحاً. واعلنت الاممالمتحدة انها طلبت من قاعدتها في قبرص الاستعداد لاحتمال اجلاء جرحى. فيما دان مجلس الامن الدولي الاعتداء وجاء في بيان تلاه مساعد المندوب السوري فيصل المقداد الذي ترأس بلاده حالياً مجلس الامن ان المجلس "يندد بأقسى العبارات هذا الاعتداء الارهابي". واضاف البيان: "لن تتمكن مثل هذه الحوادث الارهابية من ان توهن عزيمة الاسرة الدولية بتكثيف جهودها من اجل مساعدة شعب العراق". وتابع ان "هذا الاعتداء المقيت الذي كان يهدف الى تعطيل الدور الحيوي للامم المتحدة في العراق لن يؤثر على عزم أعضاء مجلس الامن الذين سيظلون موحدين في ارادتهم مساعدة العراقيين على اعادة السلام والاستقرار الى بلادهم". واعتبر ان الاعتداء "يشكل صدمة خصوصا لأن الاممالمتحدة موجودة في العراق في مهمة سلام من اجل اعادة بناء البلاد ومساعدة الشعب العراقي". وأصاب الانفجار المبنى الرئيسي لمكتب الاممالمتحدة في العاصمة العراقية، حيث يعمل زهاء 300 شخص. وشوهدت ثلاث مروحيات تحلق فوق الموقع. وقالت ناطقة عسكرية اميركية: "يمكننا ان نؤكد ان تفجيرا باستخدام سيارة ملغومة وقع في فندق القناة". ردود الفعل ودان انان الاعتداء واصفاً اياه "بالعنف المجاني والاجرامي". وتلا الناطق باسم الامين العام للمنظمة الدولية فريد ايكهارت بياناً باسم انان اكد فيه ان الجميع في الاممالمتحدة "مصدوم ومروع" نتيجة هذا الاعتداء. واضاف البيان: "لا يمكن لأي شيء ان يبرر عمل العنف هذا المجاني والاجرامي ضد نساء ورجال ذهبوا الى العراق بهدف وحيد هو مساعدة الشعب العراقي على استعادة استقلاله وسيادته". واعلن الناطق ان انان قرر قطع اجازته في فنلندا للعودة فوراً الى نيويورك. وقال ايكهارت للصحافيين ان الانفجار يمثل "مأساة لا اعتقد انها شخصية، فحسب بل وانتكاسة سياسية لمهمة الاممالمتحدة كذلك... الأضرار جسيمة والمعاناة الانسانية مروعة". وندد الرئيس الاميركي جورج بوش في كروفورد في تكساس بالاعتداء وقال في كلمة مقتضبة ان "هؤلاء القتلة لن يحددوا مستقبل العراق"، واكد عزمه على "الاستمرار في الحرب على الارهاب الى ان تتم محاكمة المسؤولين عنه". وقال ان الانفجار "لن يرهب العالم المتحضر" وأضاف أن "العراق يسير في طريق لا رجعة فيه نحو حكم نفسه بنفسه ونحو السلام. واميركا واصدقاؤنا سيقفون مع الشعب العراقي". ودانت جامعة الدول العربية بشدة الاعتداء ودعت القوى السياسية العراقية لمنع تكرار مثل هذه الاعمال. وقالت في بيان: "انها جريمة ارهابية خطيرة تستهدف تواجد المنظمة الدولية فى العراق". وناشدت كل "القوى الوطنية في العراق للتكاتف في العمل للحيلولة دون مثل هذه الاعمال التي لا تخدم مصالح الشعب العراقي". واشار البيان الى ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "تلقى بالانزعاج والاسف" نبأ هذا الانفجار واشاد بدو ميلو "الذي قام بجهد متميز لاستعادة سيادة العراق وانهاء احتلاله في اطار تنفيذ قرارات مجلس الامن". ودعا مندوب المكسيك لدى الاممالمتحدة ادولفو اغويار زينسر اعضاء مجلس الامن الى ابداء الوحدة في مواجهة "هذا العمل الارهابي".