أعلنت اللجنة المكلفة التحقيق في ظروف انتحار خبير الأسلحة البريطاني الدكتور ديفيد كيلي انها ستستدعي اليستر كامبل المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء توني بلير والذي تردد انه كان وراء الطلب من جهاز الاستخبارات البريطاني جعل تقرير ملف أسلحة الدمار الشامل العراقي أكثر "إثارة" باضافة معلومات. وقالت اللجنة التي يترأسها اللورد هاتون أمس، انه اضافة الى كامبل سيتم الاستماع الى شهادات آخرين في مكتب رئيس الوزراء، في مقدمهم رئيس الموظفين في "داونينغ ستريت" جوناثان باول والناطق باسم رئاسة الوزراء توم كيلي الذي أطلق تشبيهات على شخصية خبير الاسلحة الراحل، اضطرته للاعتذار من أسرة الاخير بعدما أثارت استياء الرأي العام. ولم تستمع اللجنة الى أي من الشهادات أمس، تاركة المجال أمام السياسيين ورجال الاعلام البريطانيين لاستيعاب ما تمّ الكشف عنه خلال الأيام الماضية من معلومات قد تسلط الأضواء على الظروف التي سبقت انتحار كيلي، نتيجة لكشف اسمه في وسائل الاعلام على انه المصدر الرئيس للمعلومات التي اذاعتها محطة ال"بي بي سي" والتي اتهمت الحكومة باختلاق معلومات تبرر شنّ الحرب على العراق. وكشفت جلسة الاستماع في قاعة المحكمة العليا وسط لندن بعد ظهر أول من أمس، عن خلافات على مستوى رفيع بين المسؤولين البريطانيين بعد الاستماع الى شهادات مسؤولين مباشرين عن ديفيد كيلي في وزارة الدفاع وآخرين في وزارة الخارجية تعاملوا معه. وكان أبرز ما في الافادات التي أدلي بها اول من امس، ان وزير الدفاع جيف هون رفض طلباً من كبار مساعديه لمنع خبير الأسلحة البريطاني من المثول أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، وأن رئيس الوزراء توني بلير رفض استجواب الدكتور كيلي في شكل أدق حول لقائه بمراسل "بي بي سي" اندرو جيلغان. وبيّنت التحقيقات والشهادات التي أدلى بها، اضافة الى رسائل البريد الالكتروني التي عرضت على لجنة التحقيق، اللهجة التي استخدمت في ملف الأسلحة العراقية من الحكومة العراقية، كانت ضعيفة في مراحلها الأولى لكن تم تبديل صيغ عدد من الجمل وإضافة البعض الآخر، لتبدو أكثر "اثارة"، وأبرز هذه الجمل تتحدث عن قدرة العراق في تجهيز سلاحه الكيماوي والبيولوجي للاستخدام في غضون 45 دقيقة، وحصل ذلك قبل أيام من اذاعة التقرير على الرأي العام البريطاني والدولي. وأقر مارتن هيوارد نائب رئيس جهاز الاستخبارات في وزارة الدفاع بعد ظهر اول من امس بأنه تم تعديل ما جاء في تقرير العراق. وشدد مسؤول كبير في حزب المحافظين المعارض على ما ورد في كلام غيلغان في شأن تدخل الحكومة في تقرير جهاز الاستخبارات. ودعا كل الأطراف الى الادلاء بشهاداتهم بأمانة، وطالب ماتريس كامبل المسؤول في الحزب الديموقراطي الليبرالي بأن يقدم جيف هون وزير الدفاع تفسيرات واضحة لما أدلى به مسؤولون كبار في شأن التعامل مع الدكتور كيلي. وكشفت وسائل اعلامية بريطانية ان ال"بي بي سي" وافقت على دفع نفقات مكتب محامين مستقلين تتولى الصحافية سوزان وات من ال"بي بي سي" الاستعانة به، على رغم انها في شهادتها في اليوم التالي من جلسات الاستماع، اعترفت بأنها تعرّضت لضغوط من كبار المسؤولين في المحطة من أجل ان تتدخل لمصلحة دعم تقرير زميلها اندرو جيلغان. وتقدر كلفة أتعاب محامين وات بعشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية. ولا تنوي محطة ال"بي بي سي" التراجع عن تغطية نفقات وات على رغم شهادتها لأنها على حد قول بعض المسؤولين في المحطة تريد تشجيع صحافيين بريطانيين على الادلاء بشهاداتهم في قضايا مماثلة في المستقبل.