وصل امس الى جدة وفد مجلس الحكم الانتقالي في العراق برئاسة ابراهيم الجعفري في زيارة للسعودية لم تكن مقررة من قبل. وأكد الجعفري في تصريح صحافي عقب وصوله مطار الملك عبدالعزيز في جدة ان زيارته للسعودية "تكتسب اهمية بالغة نظراً لمكانتها ودورها في المنظومة العربية والدولية". ولفت الى ان دور السعودية "سيساعد على تشكيل العراقيين حكومتهم"، مشدداً على هوية العراق العربية. واعتبر ان جولة وفد المجلس، التي شملت الاماراتوالكويت والبحرين، تهدف الى "ملء الفراغ السياسي"، مضيفاً ان مواقف الدول العربية اصبحت ايجابية بما في ذلك مصر وجامعة الدول العربية التي سيزورها الوفد. ونوه رئيس المجلس بمواقف السعودية الايجابية في التعامل مع القضية العراقية ووقوفها الى جانب الشعب العراقي "ويكفي انها استضافت أكثر من 50 ألف لاجئ عراقي". وكان الجعفري أشاد ب"التفهم الكامل والقراءة الدقيقة للمسؤولين الكويتيين للوضع في العراق"، وقال في مؤتمر صحافي عقده في الكويت امس ان مجلس الحكم يأمل ب"دعم كويتي له ضمن دول مجلس التعاون الخليجي" وب"دعم خليجي لنا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في التاسع من ايلول سبتمبر المقبل"، ووصف محادثاته مع رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد بأنها "ممتازة". لكنه قال انها لم تتناول قضايا مثل التعويضات المطلوبة من العراق للكويت ومسألة الحدود بين البلدين، وتوقع استئناف التمثيل الديبلوماسي مع الكويت قريباً "والارجح ان يسبق التمثيل العراقي في الكويت التمثيل الكويتي في بغداد لأن الظروف الفنية في الكويت افضل وجاهزة لهذا التمثيل". ونوه بنتائج الجولة الخليجية للوفد. واعترف الجعفري بأن الوضع الامني في العراق "ليس في المستوى المطلوب" وأعرب عن ألمه الشديد لمقتل موفد الاممالمتحدة في العراق سيرجيو دي ميللو في حادث تفجير مقر بعثة الاممالمتحدة في بغداد، الذي قال عنه انه "كان خير من عمل لمصلحة الشعب العراقي"، وتوقع وقوف "اياد خارجية وراء هذا العمل التخريبي". وأقرّ بأن حدود العراق مع دول الجوار "ليست مؤمنة" بشكل كاف لعدم وجود عناصر كافية من الامن والدرك. واشار الى تسلل عناصر لتنفيذ هجمات، لكنه قال انه من غير السليم الافتراض بأن ذلك يتم بمعرفة وترتيب من حكومات هذه الدول "بل ان غرض بعض اعمال التسلل توريط هذه الحكومات". الى ذلك، أكدت الجامعة العربية مجدداً أ ف ب انها لا تمانع استضافة اجتماع للفصائل العراقية يخصص لوضع مسودة دستور عراقي. وقال احمد بن حلي الامين العام المساعد للشؤون السياسية في الجامعة العربية أمس ان "جامعة الدول العربية جددت تأكيدها بأنه لا مانع لديها من استضافة مختلف الفصائل العراقية، بمن في ذلك أعضاء في مجلس الحكم الانتقالي، لعقد اجتماع تحت رعايتها لمناقشة الشأن العراقي واعداد مشروع الدستور العراقي وصياغته". وكان مجلس الحكم الانتقالي في العراق رفض دعوات فردية موجهة الى اعضائه لعقد لقاءات في القاهرة مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى.