اغتالت اسرائيل بثلاثة صواريخ اطلقتها مروحية من نوع "أباتشي" الاميركية الصنع المهندس اسماعيل ابو شنب 53 عاماً عضو المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس اثناء قيادته سيارته واثنين من مرافقيه في مدينة غزة ظهر امس. وباغتياله تكون حركة "حماس" خسرت رجلاً وفارساً من طراز فريد، ربما يكون الرجل الثاني على المستوى السياسي بعد الشيخ احمد ياسين زعيم الحركة الروحي ومؤسسها. واذا كانت حركة "حماس" هي الخاسر الاكبر من وراء استشهاده فإن اسرائيل ايضاً خسرت واحداً من اكثر قادة "حماس" اعتدالاً بل ليونة، كما يصفه بعض كوادر الحركة، وواحداً من الداعمين بقوة لاعلان الحركة مبادرتها الشهيرة بتعليق العمليات العسكرية ضد اسرائيل الهدنة في 29 حزيران يونيو الماضي. ولم تجد حركة "حماس" او المراقبون اي سبب لاغتيال ابو شنب سوى رغبة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الجامحة في تصفية الشعب الفلسطيني وقياداته السياسية ورغبته في عدم تنفيذ الاستحقاقات والالتزامات المترتبة على الدولة العبرية بموجب خطة "خريطة الطريق". وباغتيال ابو شنب المولود في مخيم الشاطئ في مدينة غزة عام 1950 والذي تتحدر جذوره من قرية الجية المدمرة عام 1948، تكون اسرائيل رفعت مستوى المواجهة مع الحركة وفصائل المقاومة، وفتحت الباب على مصراعيه لمواجهة دموية اكثر عنفاً. ولم تعتقل السلطة الفلسطينية قط ابو شنب الذي حصل عام 1977 على درجة البكالوريوس من جامعة المنصورة في مصر ثم درجة الماجستير من الولاياتالمتحدة، وكان يحضر اخيراً للحصول على درجة الدكتوراه، لكن الدولة العبرية كانت اعتقلته عام 1989 بتهمة قيادته حركة "حماس" في اعقاب اعتقال الشيخ ياسين عام 1988 ابان الانتفاضة الكبرى 1987 - 1993 واطلقته عام 1997. وكان ابو شنب انتخب عام 1996 اثناء وجوده في السجن اميناً عاماً لحزب الخلاص الوطني الاسلامي الذي تأسس حديثاً كوجه آخر للعملة مع حركة "حماس". ويعتبر ابو شنب منسقاً للعلاقات مع السلطات الفلسطينية وأحد الذين ساهموا بقوة في دفع دفّة الحوار مع السلطة، وهو الذي وافق على وثيقة آب اغسطس عام 2002 التي رفضتها الحركة لاحقاً، قبل ان تنضم الى حوار مع السلطة في القاهرة في تشرين الثاني نوفمبر من العام نفسه. وهو يحظى باحترام الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله بسبب اعتداله ودماثة خلقه.