نفى الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين وقياديون في "حماس" امس ان يكون بيان "كتائب عزالدين القسام" أول من امس صدر عن أي من الجهات داخل الحركة. ونقل وزير البريد والمواصلات في السلطة الفلسطينية عماد الفالوجي المحسوب على الاتجاه الاسلامي عن الشيخ أحمد ياسين، هذا النفي بعدما زاره في مسعى الى رأب الصدع واحتواء الأزمة الأخيرة التي تشهدها العلاقة بين "حماس" والسلطة. ونفت حركة "حماس" امس في تصريحات لأحد قيادييها في قطاع غزة المهندس اسماعيل أبو شنب ان يكون البيان المذكور صدر عن أي جهاز من أجهزتها سواء السياسية أو العسكرية. وشدد أبو شنب على ان جميع اجهزة الحركة ملتزمة السياسة التي تتبناها القيادة السياسية، ومفادها ان "الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية هو خط استراتيجي، ونحن نرفض اي مساس بهذا الخط". واعرب عن اعتقاده بأن "جهات أخرى تقف وراء هذا البيان، لأن كل ما من شأنه الخروج على استراتيجية حماس هو ليس منها وغريب عنها". وجدد نفي مسؤولي الحركة عن العملية الانتحارية الأخيرة قرب مستوطنة غوش قطيف، وقال ان "حماس" لم تتبن مسؤولية العملية اصلاً والمعلومات الواردة الينا تؤكد انها خارج نطاق الحركة"، مشيراً الى انه لا يوجد أي دليل على ان الحركة نفذت العملية، وان الحقائق بدأت تظهر لأجهزة الأمن الفلسطينية. وفي السياق نفسه، قام عدد من نواب المجلس التشريعي، بمحاولة للوساطة بين حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية لاحتواء ذيول الأزمة بينهما، الى جانب المساعي التي يبذلها الفالوجي. وعن هذه الجهود، قال الفالوجي امس انه لمس من زيارته للشيخ ياسين الحرص على احتواء الأزمة مع السلطة والحوار معها، في سبيل التغلب على الصعوبات التي واجهتها العلاقة بين الطرفين أخيراً. وفي ما يعتبر تطوراً ايجابياً قد يفتح الطريق أمام تجاوز الأزمة، قال الفالوجي انه لمس لدى الشيخ قدراً كبيراً من التفهم للوضع القائم واحترام التزامات السلطة في هذه المرحلة الدقيقة، مشيراً الى انه تحدث مطولاً في هذه القضية مع الشيخ ياسين وانه كان هناك تفهم لتجنب التسبب بأي إحراج للسلطة، من جهة، ولقطع الطريق أمام أي ذرائع للحكومة الاسرائيلية للتهرب من تنفيذ اتفاق واي ريفر. وعبر عن اعتقاده بأن حواراً معمقاً بين السلطة و"حماس" قد يبدأ قريباً لتسوية المشاكل كافة، وان الشيخ ياسين أكد له ان اللغة الوحيدة مع السلطة التي تبناها هي الحوار، وانه مستعد للتفاهم مع السلطة. كما نقل اخيراً استغراب الشيخ ياسين من البيان الصادر عن "كتائب القسام"، معبراً عن رفضه لكل ما ورد فيه جملة وتفصيلاً، معتبراً إياه مدسوساً على الحركة. ويبدو ان تأكيدات "حماس" نفييها المسؤولية عن العملية والتصريحات الايجابية الأخيرة لعدد من قيادييها. حملت السلطة الفلسطينية على اطلاق عدد آخر من اعضاء الحركة وقيادييها ممن اعتقلوا بعد العملية الانتحارية. وأوضحت المصادر الفلسطينية في هذا الصدد ان اجهزة الأمن الفلسطينية لا تعتقل أحداً لمجرد الاعتقال، مشيرة الى ان من يثبت عدم قيامه بأعمال تحريضية أو عدم وجود علاقة له بقضية العملية سيطلق. وأكد مدير الشرطة الفلسطينية اللواء غازي الجبالي امس ان الاجهزة الأمنية اعتقلت الجزء الأكبر من المشتبه في ان لهم علاقة بالعملية الأخيرة، وانها ستتمكن قريباً من فك جميع خيوط ملابسات العملية التي قال ان كل الدلائل تشير الى ان منفذها هو صهيب تمراز من مخيم جباليا. على صعيد آخر، اتهمت السلطة الفلسطينية أمس ايران بالمسؤولية عن دعم وتمويل اتجاه داخل حركة "حماس" بهدف زعزعة الاستقرار في الساحة الفلسطينية من خلال العمل على اغتيال عدد من القادة الفلسطينيين. وقال الطيب عبدالرحيم الأمين العام لرئاسة السلطة الفلسطينية في هذا الصدد، ان ايران تسعى في ما يبدو الى خلق افغانستان جديدة في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية عبر دعمها وتمويلها للاحتراب الداخلي، غير انه شدد على ان السلطة سوف تتصدى بحزم لمثل هذه المحاولة. وللقوى التي تأتمر بأوامر طهران. وقال، ان الهدف من وراء ذلك، هو منع اسرائيل من تنفيذ الاستحقاقات التي تم الاتفاق عليها. بإعادة اجزاء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، واتهم طهران بعدم الحرص على المصالح الفلسطينية. مشيراً الى انها لو كانت حريصة فعلاً على فلسطينوالقدس لما عطلت انعقاد مؤتمر وزراء خارجية المؤتمر الاسلامي الذي طالبت السلطة بانعقاده قبل اشهر عدة للبحث في محاولة اسرائيل تهويد القدس. ووضع الخطط الكفيلة بالتصدي لها. وكشف، ان الاجهزة الأمنية الفلسطينية كشفت قبل اشهر عدة مخططاً لتصفية عدد من قيادات السلطة الفلسطينية، وانها اعتقلت المخططين الذين قدموا اعترافات كاملة عن الجهات التي كلفتهم ذلك. الى ذلك، نفت مصادر فلسطينية قيام اعضاء من المجلس التشريعي، بالاعتصام امام منزل الشيخ ياسين، وقالت المصادر ان كل ما في الأمر ان النواب، سعوا الى مقابلة الشيخ ياسين، وذلك على أمل التوسط لإنهاء الأزمة الحالية.