أعلن وزير الخارجية الكيني كالوترو مسيوكا في الخرطوم أمس انه اتفق مع المسؤولين السودانيين على ضرورة استمرار محادثات السلام مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق، المتعثرة منذ بدايتها قبل 11 يوماً في منتجع نانيوكي في سفح جبل كينيا. وذلك بعد معلومات عن تعليقها اسبوعاً إثر فشل الطرفين في احراز أي تقدم. وأجرى مسيوكا الذي توقف في الخرطوم في طريقه من القاهرة الى نيروبي محادثات مع الرئيس عمر البشير ومستشاره لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين ووزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ركزت على انقاذ عملية السلام من الانهيار وايجاد حل لتجاوز العقبات التي تعطل جولة المفاوضات السابعة. وقال مسيوكا للصحافيين: "اتفقنا على ضرورة مواصلة المحادثات وان مبادرة "الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا" ايغاد هي الخيار الأفضل لتحقيق السلام في السودان". وأضاف: "ان المفاوضات الحالية في نانيوكي يجب أن تستمر. وسأجري اتصالاً مع قرنق في نيروبي. وآمل بأن أحرز تقدماً". الى ذلك، أعلن القيادي في "الحركة الشعبية" دنيق الور، في حديث صحافي نشر في الخرطوم، ان المحادثات في نانيوكي لم تحرز تقدماً حتى الآن، وان الوسطاء اقترحوا تعليقها اسبوعاً لتليين مواقف الطرفين، لكنه اعتبرها غير كافية ودعا الى لقاء بين البشير وقرنق لكسر جمود المفاوضات حتى يصل الطرفان الى اتفاق على الدخول في الحوار المباشر لتسوية القضايا الخلافية. من جهة أخرى أ ف ب، نقلت صحيفة "الأنباء" الحكومية عن مستشار الرئيس، بعيد وصوله من كينيا مساء الثلثاء ان "الأمانة العامة في ايغاد ما زالت تبذل جهوداً قصوى للتقريب بين وجهات نظر الحكومة والحركة". وذكرت صحيفة "الصحافة" المستقلة ان الوسيط الكيني الجنرال لازاروس سيمبويو أجرى مشاورات مكثفة مع الطرفين محاولاً تضييق الفجوة بين موقفيهما. ونقلت عن مصدر في نانيوكي ان سيمبويو واصل اجتماعاته المنفصلة مع الطرفين أمس واليوم، على أن يدعوهما معاً الى اجتماعات تشاورية الجمعة والسبت. في موازاة ذلك، دعا وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الولاياتالمتحدة الى فتح صفحة جديدة مع السودان اذا أرادت ان تلعب دوراً ايجابياً في عملية السلام الجارية في هذا البلد. وقال ان "الاهتمام الاميركي بعملية السلام في السودان يتطلب من الادارة الحالية التخلص من سياسات الادارة السابقة بشأن السودان والتي من بينها العقوبات الاقتصادية ووضع السودان في قائمة الدول الداعمة للارهاب". وكان اسماعيل يتكلم خلال ندوة، لمناسبة الذكرى الخامسة لقصف الولاياتالمتحدة مصنعا للمواد الصيدلانية في السودان. ودعا الى "مواجهة مجموعات الضغط التي شكلتها الادارة السابقة والتي تستند اليها الحركة الشعبية" معتبراً انه "اذا حدث اي تراجع في عملية السلام فسيكون السبب عدم مقدرة الادارة الاميركية في مواجهة مجموعات الضغط هذه".