دانت مصر امس الهجوم الذي وقع في القدس الغربية مساء الثلثاء مطالبة في الوقت ذاته بتطبيق "خريطة الطريق" و"تنفيذ كل طرف التزاماته بحسن نية". كما دان الهجوم كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة والحكومة الفرنسية. وقرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بعد الهجوم تجميد كل الاتصالات مع الفلسطينيين وعدم نقل السيطرة الامنية في مدينتي اريحا وقلقيلية في الضفة الغربية الى السلطة الفلسطينية الذي كان سيحصل هذا الاسبوع. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان اسرائيل اعادت مساء الثلثاء اغلاق الاراضي الفلسطينية بشكل محكم بعد عملية القدس. وقالت الاذاعة ان وزير الدفاع شاؤول موفاز امر "بالاغلاق التام" لقطاع غزةوالضفة الغربية وكذلك فرض حصار على المدن الفلسطينية مع منع الدخول والخروج اليها. مصر وقال وزير الخارجية احمد ماهر للصحافيين ان "مصر، انطلاقا من موقفها الثابت في ادانة الاعتداء على المدنيين، تستنكر الانفجار الذي وقع في حافلة اسرائيلية وأدى الى سقوط العديد من الضحايا". وطالب "بضرورة العمل بجدية على تطبيق خريطة الطريق وتنفيذ كل طرف لالتزاماته بحسن نية حتى تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الخامس من حزيران يونيو 1967 وتعيش في سلام وامان مع اسرائيل". وقال: "يجب وضع حد لما يتعرض له الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي من مآس وآلام وذلك بتحقيق التسوية السلمية التي تقوم على وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الحقوق الفلسطينية والاقرار بتلك الحقوق". الولاياتالمتحدة وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة امس ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصل برئيس الوزراء الاسرائييلي ارييل شارون ووزير خارجيته سيلفان شالوم معزيا بعد العملية الدامية في القدس. ونقلت الاذاعة عن شالوم قوله لباول "ان هذا الاعتداء دليل اضافي على ان الهدنة المعلنة من قبل الفصائل الفلسطينية منذ 29 حزيران/ يونيو هي في الواقع قنبلة موقوتة". وكان البيت الابيض دان العملية الثلثاء وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض شون ماكورماك "اننا ندين هذا العمل الشنيع بأقسى العبارات. ندعو السلطة الفلسطينية الى التحرك لتفكيك الشبكات الارهابية". الاتحاد الاوروبي وأمس دانت المفوضية الاوروبية بشدة هجوم القدس ودعت السلطة الفلسطينية الى بذل قصارى جهدها لمنع مثل هذه الاعمال "غير المقبولة وغير المبررة". وصرح ناطق باسم المفوضية للصحافيين ان هذا الاعتداء "يعتبر هجوماً على جميع القوى العاملة من اجل السلام" مقدما "التعازي باسم المفوضية الى اسر الضحايا والى الحكومة الاسرائيلية". وتابع الناطق ان "المفوضية الاوروبية تدعو السلطة الفلسطينية الى بذل كل ما في وسعها لتجنب اعمال عنف مماثلة هي غير مقبولة وغير مبررة". كما جددت المفوضية النداءات الى السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية ل"مواصلة الحوار والجهود المشتركة من اجل تحقيق السلام" وتطبيق "خريطة الطريق" التي اعدتها اللجنة الرباعية الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة وتنص على تسوية سلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. فرنسا كما دانت فرنسا "بقوة" الهجوم في القدس الغربية معتبرة انه "يعرض للخطر العملية التي تنص عليها خريطة الطريق". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية سيسيل بوزو بورغو ان "هذا العمل الشنيع يتعارض مع التعهدات التي قطعت في 29 حزيران الماضي من قبل الحركات الفلسطينية"، مضيفة انه "يعرض للخطر العملية التي نصت عليها خريطة الطريق التي وافقت عليها السلطات الفلسطينية وتدعمها الأسرة الدولية بكاملها". واضافت ان "فرنسا تطلب بإلحاح من السلطة الفلسطينية القيام بكل ما يمكن من اجل تحييد المجموعات الارهابية". واوضحت "على رغم الرعب الذي تثيره مثل هذه الاعمال فهي تدعو اسرائيل إلى عدم التخلي عن أمل السلام الذي تمثله خريطة الطريق". وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان دان الثلثاء "بأقسى العبارات الممكنة" عملية القدس الغربية وشدد من جديد على ان "جميع الاعتداءات الارهابية هي شنيعة كلياً". وقال الناطق باسمه ان انان "حض رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس على القيام باعمال حاسمة تتيح وقف المحرضين على هذا الهجوم والحؤول دون وقوع هجمات مشابهة في المستقبل". واضاف ان "الامين العام طلب في تصريحه ايضاً من الحكومة الاسرائيلية ضبط النفس تجاه هذا التحريض وعدم المساهمة في استئناف دورة العنف والانتقام". القيادة الفلسطينية وبعد وقت قصير من وقوع الهجوم، دانته القيادة الفلسطينية مؤكدة ان "هذه العمليات ضد المدنيين تلحق افدح الاضرار" بشعبنا الفلسطيني. وقالت القيادة في بيان "ان القيادة التي وقفت على الدوام ضد استهداف المدنيين سواء كانوا اسرائيليين او فلسطينيين، تعلن بكل قوة ادانتها واستنكارها وشجبها لعملية القدس ضد المدنيين الاسرائيليين". واضاف البيان "ان هذه العمليات ضد المدنيين تلحق افدح الاضرار والاخطار الامنية والسياسية والدولية بشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ويستغلها شارون وحكومته لرفض خريطة الطريق ولتوجيه مزيد من الضربات والاغتيالات ضد شعبنا".