سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شاحنة مفخخة اقتحمت مبنى البعثة الدولية ودمرت أجزاء منه ... بعد ساعات على إعلان حزب طالباني اعتقال طه ياسين رمضان وتسليمه إلى الأميركيين . مقتل ممثل أنان وعشرات بتدمير مقر الأمم المتحدة في بغداد
في تطور ينذر باحتمال اندفاع الوضع في العراق نحو مواجهة مفتوحة "بلا ضوابط أو صمامات أمان" استهدف هجوم انتحاري أمس مقر الأممالمتحدة في بغداد موقعاً اكثر من عشرين قتيلاً ومئة جريح. وبين القتلى الممثل الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية سيرجيو دي ميلو الذي حوصر لفترة تحت الانقاض، وكان متوقعاً ان ترتفع حصيلة الضحايا، خصوصاً لان كثيرين اصاباتهم بليغة. واكد مسؤول في البنتاغون ان بين الاطراف المشتبه في ضلوعها بالهجوم جماعة "انصار الاسلام". وسرق هذا التطور الخطير الذي حظي بإدانة دولية واسعة الأضواء من تطور آخر سبقه وتمثل في اعتقال طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وأعربت مصادر ديبلوماسية غربية عن خشيتها من أن يكون الغرض من استهداف الأممالمتحدة قطع الطريق على المخرج الذي يمكن أن توفره المنظمة الدولية من المواجهة الدائرة على الأرض العراقية. ورجحت أن يكون الهجوم من صنع عناصر ترى في الوضع الحالي في العراق فرصة لاستنزاف القوات الأميركية هناك على غرار ما تعرضت له القوات السوفياتية في افغانستان. ورأت ان الهجوم على الأممالمتحدة يزيد من الاعتقاد بأن عناصر غير محلية تلعب دوراً متزايداً على الساحة العراقية وتسعى الى استقطاب الراغبين في تحويل العراق ساحة ل"الجهاد ضد الأميركيين". وقالت المصادر ان الهجوم يشكل رسالة تحذير دامية موجهة الى الأممالمتحدة وفي الوقت ذاته الى الدول التي تحضها واشنطن على الاضطلاع بدور أمني على الأرض العراقية. وكان في مقدم الادانات الدولية للتفجير، تشديد الرئيس الأميركي جورج بوش على ان "الارهابيين الذين فجروا مقر الأممالمتحدة في بغداد يريدون العودة بالعراق الى غرف التعذيب والمقابر الجماعية"، مؤكداً انهم "سيكتشفون ان ارادة الولاياتالمتحدة والعالم المتحضر لن تهتز، وسنستمر في الحرب على الارهاب الى أن نقدم الارهابيين الى العدالة، وسننتصر عليهم". وزاد ان اميركا "لن تسمح للقتلة بأن يقرروا مستقبل العراق"، مشيراً الى أن "العراقيين الذين تحرروا من نظامهم الدكتاتوري هم اليوم على الطريق نحو الحرية والسلام، وسنقف الى جانبهم وهم يسترجعون وطنهم ومستقبلهم". واجرى الرئيس الأميركي اتصالاً هاتفياً بكل من الحاكم المدني في العراق بول بريمر والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لعرض مساعدة الولاياتالمتحدة، وبحث تداعيات التفجير الذي لم يعلن أي طرف مسؤوليته عنه. ودان أنان تفجير مقر المنظمة الدولية في العاصمة العراقية، واصفاً إياه بأنه "عنف إجرامي". كما دانت جامعة الدول العربية بشدة الاعتداء، ودعت القوى السياسية العراقية الى منع تكرار مثل هذه الأعمال. واعتبر عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق عدنان الباجه جي ان استهداف الأممالمتحدة "رسالة موجهة الى الدول التي تفكر في إرسال قوات لحفظ السلام في العراق، ولو كانت هناك قوات بالكثافة التي نتوقعها لحفظ الأمن، لأمكن ضبط الوضع". جولة وفد مجلس الحكم في المنامة، اكد رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي ابراهيم الجعفري ان بلاده تسعى الى اعادة بناء علاقات جديدة مع كل دول العالم، وفي مقدمها الدول العربية. وقال ل"الحياة" ان المجلس يجري اتصالات متواصلة مع الدول العربية "وفي مقدمها السعودية التي يكنّ لها كل تقدير". واضاف: "هناك اتصالات لزيارة السعودية، وقد تكون الزيارة قريبة جداً، او حتى خلال هذه الجولة التي يقوم بها عدد من اعضاء المجلس على دول المنطقة". وعن دور المجلس في تسليم رموز النظام العراقي السابق لقوات "التحالف" وآخرهم نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، قال الجعفري ان رمضان "لا قيمة له من وجهة نظر المجلس، ولا يمثل شيئاً. بإمكانه الحديث عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي وضحاياها حوالى 4 ملايين انسان". وكان الجعفري الذي رافقه عدد من اعضاء مجلس الحكم، عقد مؤتمراً صحافياً في المنامة مساء امس، واعتبر ان استقبال الامارات وعُمان والبحرين وفد المجلس هو في حد ذاته اعتراف ضمني بالمجلس. ونفى ان تكون هناك مناورات في شمال العراق مع القوات الاسرائيلية بمشاركة اميركية. وقال: "لا علم لي بذلك، والمجلس لن يوافق عليه".