ترددت معلومات في الجزائر أن خاطفي السياح الأجانب تلقوا ضمانات من "طوارق مالي" بعدم التعرض لهم بسوء بعد الإفراج عن الرهائن الأوروبيين، في وقت قالت "مؤسسة القذافي" ان رئيسها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، قام بدور وساطة لتأمين إطلاقهم، وهو أمر رفضت برلين التعليق عليه. وكان متوقعاً أن تسمح السلطات المالية للخاطفين بالبقاء بضعة أسابيع في منطقة غاو شمال شرقي مالي في حماية زعيم قبائل الطوارق الذي قدم نفسه للخاطفين ضماناً لعدم تعرضهم للملاحقة. ويُنتظر بعدها أن يعود الخاطفون إلى الأراضي الجزائرية. وفي خصوص ما تردد عن دفع السلطات الألمانية فدية غير مباشرة للخاطفين، قالت مصادر أمنية ل"الحياة" ان "المانيا من الدول التي التزمت عدم تمويل الإرهابيين أو التستر عليهم". وأكدت ان السلطات الجزائرية كانت حذرت "عواصم غربية" لم تذكرها من خطورة منح أموال للإرهابيين لأن ذلك "سيخلق سابقة يصبح فيها رعايا هذه الدول مستهدفين من الجماعات الإرهابية". وقالت مراجع مطلعة ان الجيش الجزائري لم يكن حتى مساء أمس سحب وحداته المرابضة على الحدود مع مالي والنيجر، مما دفع إلى الإعتقاد بأن السلطات الجزائرية تتوقع ان يحاول الخاطفون العودة مجدداً إلى الصحراء. وتوقع بعض المصادر أن يُبث قريباً شريط فيديو عثرت عليه قوات الأمن في حوزة المجموعة الأولى من الخاطفين الذين قُتلوا منتصف ايار مايو الماضي في عملية تحرير الفوج الأول من السياح. ويشير الشريط بوضوح إلى مسؤولية "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عن خطف الأجانب. عبدالرزاق البارا وحصلت "الحياة"، أمس، على معلومات مفصلة عن عماري صايفي المدعو "عبدالرزاق البارا"، وهو أحد قادة "الجماعة السلفية" ويُعتقد انه كان على اتصال بخاطفي السياح. وأفادت المعلومات انه وُلد سنة 1968 في قرية بوحشانة ولاية قالمة، 350 كلم شرق وتجند في صفوف القوات المظلية للجيش سنة 1989 قبل أن يفصل في نهاية 1991 ل"عدم الإنضباط والتهاون". وتمكن البارا مع اندلاع أعمال العنف من تجنيد عشرة مظليين كانوا معه في الثكنة فروا بأسلحتهم. وهو يشغل حالياً منصب "أمير المنطقة الخامسة" في "الجماعة السلفية". وكان البارا عضواً في "الكتيبة الخضراء" خلال إمارة جمال زيتوني من 1994 حتى 1996. واعتاد على التنقل بين مالي والنيجر لتزويد الجماعات المسلحة بالسلاح، مثلما ورد في مذكرة وزعتها أجهزة الأمن الجزائرية مباشرة بعد قتلها موفد تنظيم "القاعدة" الى منطقة المغرب العربي "أبو محمد اليمني" في ايلول سبتمبر الماضي.