بدأ نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، مساء أمس، زيارة إلى الجزائر، والتقى فور وصوله مطولا الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وتناول معه الإفطار في القصر الرئاسي بزرالدة. وأفادت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن سيف الإسلام القذافي الذي يرأس الجمعية الخيرية الإسلامية العالمية وصل الى الجزائر على متن طائرة خاصة برفقة وفد يضم خمس شخصيات ليبية، وكان في استقباله وزير الخارجية عبدالعزيز بلخادم. وفي حين تكتمت الجهات الرسمية عن اهداف الزيارة لاحظت مصادر سياسية أن الزيارة تأتي غداة تردي العلاقات بين الجزائر والمغرب، ورأت أن ليبيا التي تنتظر تسلم رئاسة اتحاد المغرب العربي من الجزائر ربما تبدي اهتماما بتهدئة الاجواء بين البلدين. لكن مصدرا أمنيا لم يستبعد أن تكون زيارة القذافي مناسبة لبحث وضع "خاطفي" السياح الأجانب الذين تم ضمان أمنهم شمال مالي بعد دفع الجمعية الخيرية الإسلامية العالمية "فدية" تقدر بنحو خمسة ملايين يورو لزعيم الخاطفين الجزائريين عمار صايفي المدعو عبدالرزاق البارا أمير المنطقة الخامسة في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وتسعى الجزائر إلى ضمان تسلم الخاطفين أو إبعادهم من مالي بسبب المخاطر التي يتسببون فيها على أمن واستقرار المنطقة، غير أن نجل الزعيم القذافي الذي توسط لتحرير السياح الأجانب قد يكون وراء الاتفاق مع الخاطفين الذي تم بموجبه تأمين حياتهم من طرف طوارق شمال مالي وهو ما أقلق السلطات الجزائرية التي كثفت اتصالاتها مع المسؤولين في باماكو لطرد الخاطفين.