أقف عند شعار جائزة الأمير الحسن بن طلال للشباب: "إنماء وانتماء". وأفهم منه: انماء الإنسان. وأقول ان الشباب العربي ازاء معادلة طرفاها الخوف والنفاق. فلأحمي طموحي أنافق القويّ لأني أخافه. وهو صاحب القرار في مستقبلي، ومصادر حريتي، ووليّ نعمتي. أصفق وأردد ما يرضيه لأمجده، وأُبرر لنفسي ما فعلت بأن مفتاح مستقبلي بيده. إنها السياسة الواقعية التي لا اعرف غيرها. فهي تحاصرني ابتداء من الصحافة الى فضائيات العصر الإعلامي الذي فاقت قوته مضاء السيف وحده. من هنا "منبر فن المحادثة"، والعبارة لك سموّ الأمير. نطلب منك مد يد العون للإنسان العراقي المعذّب بصورة خاصة، وأنت حامل هموم الأمة لتؤرقك، لتفكر له، وأنت الأمين، كيف؟ بجعله صاحب قول حق أولاً، رافضاً مستهجناً شعارات تمجيد القوة بيد صاحبها لتكون في النهاية سوطاً على من رفعها. فتعلمه ثقافة رفض النفاق، وكيف ان التاريخ علمنا من اطلق شعار "ماكو زعيم إلا كريم" قد دفع ثمنها. ثم تحقق الشعار وأصبح الزعيم دافعاً ثمن حياته قرباناً لسلطته وتسلطه. أنُطلق شعارات لتأخذنا للوراء؟ نراقب احداث التاريخ لنرى الجموع المليونية تهتف لقائد اعجوبة اسهمت الجماهير في صنعه، وتهويل عظمته وقوته، حتى اصبح اعجوبة الزمان بقتله وانتهاكه؟ وأخيراً لأحقق ما جاء على لسان أمير فيلسوف: ألا تكون الأولوية لبناء نموذج انساني يقتدي به الشباب العربي والعراقي؟ نموذج يخرج من منتدى أو بيت او مركز لا يعرف إلا الصدق قولاً، والكرامة نهجاً، غير مهووس بسجادة حمراء، هدفه الإنسان؟ عندئذ إن صفقنا له نكون بحق صفقنا من القلب، ونرفع له شعاراً منبثقاً من نتائج عمله لنبني بعده، لا شعاراً من اجل نفخه ليعلو ويهوي، لنقتله. العراق - سكينة الدلي السهيل صحافية