ظهرت في مجتمعنا وللأسف ظاهرة كان الناس يكرهونها ويمقتونها سابقاً.. أما في وقتنا الحاضر أصبحت عند كثير من البشر من أساسيات التعاملات الاجتماعية.. هل تعرفون ما أقصد؟ إنه النفاق الاجتماعي وهو كل ما يظهره الإنسان بعكس ما يبطنه في داخله وللأسف أن هذه الظاهرة بدأت تروق لكثيرين حتى إنها أصبحت من مسلمات الحياة الاجتماعية. أصبح الصدق في هذه الأيام عملة نادرة، وأن كل من يقول الصدق في تعامله وأفكاره ومبادئه أصبح من الشواذ، نفاق في العمل، ونفاق في التصرفات، ونفاق في الأخلاق، النفاق الآن أصبح يتجاوز حدود المجاملة حتى أصبح وللأسف عملاً مقبولاً ومطلوباً في نفس الوقت، فهناك من يكيل المدح لرئيسه لأجل غاية في نفسه إما لترقية أو لغيرها، فتراه دائماً يثني عليه وكأنه أفضل مدير على وجه البسيطة، وهناك من يضحك مع زميله في العمل، وهو من أكثر الناس حقداً عليه، فالأمر نفاق في نفاق.. للأسف أن من يتبع ثقافة النفاق يرتاح في حياته ويتحقق له أغلب ما يريد. وإن من كان صادقاً يتعب في حياته ومغضوب عليه من قبل الآخرين.. إن لم تنافق فأنت تفتقد أبسط سبل التعامل مع الآخرين.. إن لم تنافق فلن يرضى عنك أحد مهما كان حسن عملك.. لقد كثرت في مجالسنا ومكاتبنا ثقافة «طال عمرك» وخاصة عند أصحاب الرتب والمرتبات الصغيرة إما لخوفهم من هم أعلى منهم رتبة ومرتبة، أو لكسب رضاهم. لقد خرجت هذه اظاهرة جيلاً يبيع كرامته بأرخص الأثمان؛ من أجل مصلحته سواء تحقق هذه المصلحة أو لا، لكن السؤال: هل هذه الظاهرة تنال رضا المسؤولين أم أنهم يمقتونها في قرارة أنفسهم؟