من وجهة نظري البحتة: أن الدين والتدين نوعان: رأسي وأفقي الرأسي هو الذي يربطنا بالله سبحانه وتعالى، أما الأفقي هو الذي يربطنا بالناس، ولن يكون المرء متدينا بحق وحقيق إذا لم يزاوج بين الرأسي والأفقي. حقا إن وجهة نظري هذه هي هندسية، وذلك لأنني إنسان يؤمن أن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم، وأترك (الفزلكة) واللف والدوران لأصحابها. ٭٭٭ «التربية الحسنة تفعل الأعاجيب، إنها تستطيع أن تجعل الدب يرقص». كما أن التربية السيئة كذلك، تجعل من الإنسان أن (ينهق) ويرفس بحوافره، بل ويطوطح بذيله من شدّة الإعجاب بنفسه، وما أكثرهم في هذه الأيام. ٭٭٭ صحيح إن الضحك هو أكثر الأنغام تحضرا في هذا العالم، أما البكاء فهو (النشاز) الذي يحاول أن يطمس كل أنغام العالم، ومع ذلك لا يستطيع إلى ذلك سبيلا، لأنه ضمير موجع لا يتألق ولا يحترق إلا إذا كان وراء (الكواليس) .. وما أكثر ما بكيت وأنا وراءها. ٭٭٭ أكره الصراحة الفجة، وتفتنني الصراحة اللبقة، وهذا هو ما أسعى إليه وأحاول أن أطبقه دون جدوى، وإليكم ذلك الموقف اللبق للزعيم الفرنسي (تاليرات) عندما كان جالسا بين مدام (ستايل) المثقفة والدميمة، وبين الآنسة الجاهلة والجميلة (ريكامير) ولاحظت مدام (ستايل) أن نظرات الزعيم تلاحق الآسنة في كل حركاتها وسكناتها، فسألته سؤالا ليس في محله قائلة: هب ياسيدي لو أنني والآنسة (ريكامير) كنا على وشك الغرق في وقت واحد فأينا تنقذ؟!. فقال لها دون أن يبعد نظراته: من حسن الحظ أنك يا سيدتي تجيدين السباحة، أليس كذلك؟!. ٭٭٭ دعاني أحد المعارف لحضور حفلة عيد ميلاد لأحد أطفاله، وبما أنه رجل مثقف وأمله كبير في المستقبل، فقد استدعى الأطفال حوله، وأخذ يسأل كل واحد وواحدة منهم: ماذا تتمنى أن تكون في المستقبل؟!، فمنهم من قال: طيار، أو مهندس، أو طبيبة، أو عالم، ولكن لفت نظري إجابة طفلة لا يزيد عمرها على خمس سنوات عندما قالت: أتمنى أن أكون جميلة. عندها لم أملك إلا أن أصفق لها، وتأكد لي عند ذلك يقينا: أن المرأة مهما كان موقعها أو حالها، أن أول مطامحها، وأقصى أمانيها: أن تكون جميلة. يا ويلي من هذا العالم لو لم يكن كذلك.