توقعت من الأستاذ ياسر الزعاترة، وهو المدافع عن الفقراء والمظلومين وعن الشعوب المقهورة، والمنافح أبداً عن الإسلاميين، أن يقف قليلاً في مقاله "المقاومة العراقية للاحتلال: أسئلة الحاضر والمستقبل" "الحياة" في 3/8/2003 عند دكتاتورية نظام صدام، وظلمه والكوارث التي ارتكبها في حق شعبه وجيرانه، وفي حق شيعة العراق وسنّته. ولكنه للأسف لم يلتفت الى كل هذا. وتوقعت كذلك ان يقف عند مذابح الأكراد أو مذابح أهل جنوبالعراق والقبور الجماعية، وكلها كوارث لم يقع شيء مماثل لها، لا في فلسطين ولا في جنوبلبنان على أيدي الاسرائيليين. ولكن لا عمليات الأنفال ضد الأكراد، ولا عشرات الآلاف من الجثث، استحقت شيئاً من اهتمام الزعاترة. وانتظرت، أخيراً، لعل الكاتب يبين لنا أهداف هذه "المقاومة العراقية"، وما برامجها، ومن زعيمها، وما مدى قدرتها على بناء العراق الجديد الذي يريده شعبه، والذي أرجو ان يطمح اليه الزعاترة كذلك. وهنا، كذلك خاب أملي. فالمقال لا يعكس على الأرجح إلاّ غضب كاتب متعاطف مع المنظمات الإسلامية المتشددة و"المعتدلة"، على السياسات الغربية والأميركية تجاه القضية الفلسطينية، وربما قضايا أخرى. وهذا من حقه. ولكن لا يحق له أن ينظر الى الواقع والمستقبل العراقي، من خلال غضبه على الموقف الأميركي وحده. الكويت - أحمد حسن الصبّان