نشرت "الحياة" في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر مقالاً للدكتور عماد فوزي شعيبي عنوانه "سورية والعراق من قضم المحرمات الى عدوى العقلانية". وتفحص مقال الاستاذ شعيبي، وإبداء الرأي في الاتجاه السياسي الذي سلكه في المقال، يترتب على احتلال الملف العراقي صدارة الاهتمام الدولي. وأبدأ من قول الكاتب: "واذ لا يجوز في لحظة الحقيقة اليوم ان نملك ترف فتح خزائن الماضي، كما يفعل البعض بحس غير مسؤول إزاء ما يقوم به العراقيون من اجراءات وسلوكات تفيض بالعقلانية والواقعية والانفتاح". فهو يعتبر التاريخ ترفاً، والوقوف على حرب صدام مع إيران ترفاً، والتذكير بغزو الكويت ترفاً، وكذلك ضياع 182 ألف كردي في "الأنفال" ترفاً، وقصف مدينة حلبجة بالغازات السامة ترفاً إضافياً. ثم ان امره للغير بكلمة "لا يجوز" هو في حد ذاته مشبع بالقمع الفكري، المدان سلفاً. وهو انتهى الى نتيجة مفادها ان كل عائلة عراقية فقدت واحداً من ابنائها، على الاقل، هي عائلة غير مسؤولة، ما دامت لا تمجد ديكتاتورية النظام، ولا ترى في مجازره وكوارثه وويلاته في حق الشعب العراقي عقلانية وواقعية وانفتاحاً. وينبغي تذكير الكاتب انه نسي إلصاق الديموقراطية بصدام، بعد العقلانية والواقعية والانفتاح. إن خوف بعض المثقفين على مستقبل العراق يوحي بأن العراق الحالي، بقيادة صدام، بألف خير. وإبداء الخوف على تقسيم العراق يوحي بأن العراق الحالي موحد، في ظل نظام صدام، متناسين ان العراق الحالي مقسم. سورية - د. صلاح درويش