تضاربت المعلومات من مالي أمس حول مصير الرهائن الأوروبيين ال14 بعدما تبين أن عملية نقلهم من مدينة تيساليت إلى العاصمة باماكو لم تحصل كما كان متوقعاً. وفيما نقل مراسل القناةالتلفزيونية الألمانية الثانية "زد دي اف" في باماكو عن مصدر في السفارة الألمانية، أن الرهائن لم يسلموا بعد إلى السلطات المحلية وإن مكان وجودهم غير معروف، ذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" نقلاً عن مصادر عسكرية في العاصمة المالية ان الرهائن "أصبحوا الآن أحراراً وفي عهدة قوة أمنية محلية، إلا أنه بسبب مشاكل في التنسيق وسوء الأحوال الجوية وانهمار الأمطار الغزيرة لا يزالون في مجموعات متباعدة عن بعض" في المنطقة الشاسعة هناك. وقال وزير الإعلام المالي جاوسو درابو ل"رويترز" أمس إن "خطة اجلاء السياح أُعدت اليوم. نأمل بأن يُفرج عنهم اليوم". وقال إنه سيُفرج عنهم على الحدود مع الجزائر ومن هناك يُنقلون إلى بلدة جاو الشمالية ثم إلى باماكو. وأبدت مصادر حكومية مطلعة في برلين اقتناعها بأن لا تراجع عن عملية اطلاق الرهائن، إلا أن نقل المخطوفين إلى المانيا قد يتأخر إلى اليوم أو إلى غد الأربعاء. وقالت: "طالما أنهم ليسوا في أيد المانية، فلا يمكن الحديث عن نجاح العملية". وكادت مأساة الرهائن الأوروبيين 9 ألمان و4 سويسريين وهولندي المستمرة منذ ستة أشهر في الجزائرومالي، أن تصل إلى نهايتها السعيدة أمس، إلا أن مصاعب لوجستية لم تسمح بتجميع السلطات المالية المحلية في مدينة تيساليت المخطوفين المقسمين إلى مجموعات في نقطة واحدة. وكان رهينة المانية من المجموعة، وهي أم لطفلتين، توفيت قبل أسابيع في الصحراء الجزائرية بسبب الاعياء الشديد ودفنت هناك. وعلى رغم أن الحكومة الألمانية رفضت التحدث عن دفع فدية إلى الخاطفين الجزائريين التابعين ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، ذكرت مصادر مطلعة ان الإسلاميين المتشددين قبضوا مبلغاً كبيراً، إلا أنه أقل من المبلغ الذي سبق وتحدثت عنه وسائل إعلام مختلفة، مشيرة إلى طلب 10 ملايين يورو عن كل مخطوف. ووصلت معلومات من الجزائر ان الجيش شدد من رقابته على الحدود الجزائرية - المالية لمواجهة الخاطفين إذا حاولوا العودة إلى البلاد. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة بيلا آندا أكد أمس ان اطلاق المخطوفين "دخل مرحلته النهائية"، وان حكومته ستبلغ الرأي العام فوراً بكل التفاصيل عن عملية اطلاق الرهائن وعن أوضاعهم بمجرد تسلمهم من قبل المسؤولين الماليين. ومعروف أن وكيل وزارة الخارجية الألمانية يورغن كوبورغ وصل من جديد الى باماكو الأحد للاشراف على عملية تسلم المخطوفين ونقلهم في طائرة خاصة الى البلاد، وذكرت القناتان الألمانيتان الأولى والثانية أمس ان المخطوفين سيطيرون حسب الخطة الموضوعة من مدينة تيساليت على متن طائرة مالية الى مدينة غاو التي تبعد 1300 كلم عن باماكو حيث تنتظرهم طائرة "ترانس ال" عسكرية المانية قدمت من النيجر لنقلهم الى العاصمة المالية، حيث سيخضعون لفحوص طبية أولية في طائرة اسعاف المانية. وسيشاركون بعد ذلك رئيس مالي في عقد مؤتمر صحافي قبل متابعة سفرهم الى مطار كولونيا في المانيا على متن طائرة "ايرباص". وحسب مراسل قناة "زد دي اف" الألمانية فإن وضع الرهائن الصحي مقبول، ولم يتعرض أحد منهم الى وضع صحي خطر على رغم الإعياء الذي اصيبوا به، باستثناء مخطوف أصيب بمرض السكري نتيجة الارهاق الشديد. وذكرت ان أحد الوسطاء الماليين دفع الفدية التي اتفق عليها الى الخاطفين، لكن المال لم تدفعه الحكومة الالمانية، بل مالي على ان تحصل من الاتحاد الأوروبي على مساعدات انمائية سخية. وقال خبير الماني للقناة ان معلوماته تشير الى أن الفدية بلغت 5 ملايين يورو لكل مخطوف زائد العمولة على الوساطة التي تمت.