رجحت معلومات في الجزائر وبرلين وباماكو احتمال الافراج عن السياح الأوروبيين ال14 الذين تحتجزهم منذ شهور مجموعة مسلحة جزائرية بعد خطفهم في الصحراء الجنوبية قريباً وربما اليوم. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قريب الى المفاوضات من أجل اطلاق الرهائن الأوروبيين الذين نقلهم الخاطفون من الجزائر الى مالي المجاورة "لدينا معلومات تفيد بحصول تقدم كبير في المفاوضات ومن الممكن ان يطلق سراح الرهائن اليوم الاثنين". واضاف المصدر: "لكن اذا لم يفرج عنهم الاثنين، فلا بد من الانتظار اربعة اسابيع لان الامر مرهون بالخاطفين" الذين ينتمون الى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية. وتعمل المانيا وهولندا وسويسرا من حيث يتحدر السياح ال14، بالتعاون مع فريق يقيم في باماكو الامر الذي يسمح لهم بتبادل المعلومات. وقال المصدر: "انه فريق مؤلف من عشرة اشخاص يعملون ويعرفون كيف يتطور الوضع. لكن مالي هي التي تدير هذه المسألة. ولدينا اتصالات جيدة معها ودورنا يتمثل في تقديم المساعدة". ومنذ اسابيع، تجري وساطة يقودها المالي اياد اغ غالي للافراج عن الرهائن. وتجري المحادثات في شمال البلاد بحسب مصادر متطابقة التي يتعذر عليها تحديد المكان او الاماكن بدقة. كذلك نقلت صحيفة "بيلد ام زونتاغ" عن مصادر لم تحددها في باماكو، ان الافراج عن الرهائن من الممكن أن يتم اليوم الاثنين بعدما توجه مسؤولون من مالي الى المنطقة الحدودية مع الجزائر في مطلع الاسبوع للتفاوض مع الخاطفين. وقالت الصحيفة ان الجيش الألماني يجري استعدادات بالفعل لنقل الرهائن جواً الى بلادهم. وفي الجزائر، ذكرت مصادر مطلعة أن قوات الجيش تتوقع أن يعمد خاطفو السياح الأجانب إلى الفرار في اتجاه الصحراء الكبرى خلال يومين أو ثلاثة على أرجح تقدير. وقالت مراجع على صلة بالملف ل"الحياة" إن وحدات من الجيش الجزائري التي تنتشر حالياً على مسافة 300 كلم من الحدود مع مالي والنيجر مدعمة بمروحيات استكشاف وضعت في "حال إستنفار"، بعد تلقيها معلومات مؤكدة من السلطات المالية والألمانية عن قرب الإفراج عن السياح. يذكر أن الجيش الجزائري تمكن، قبل شهرين، من تحرير المجموعة الأولى، وكانت تضم 17 سائحاً أجنبياً، من الخاطفين في شمال ولاية تمنراست في الصحراء الجنوبية. وكانت معلومات تحدثت عن فدية يطلبها المسلحون مقابل الإفراج عن السياح الأجانب، لكن أوساطاً أمنية جزائرية تعتقد بأن الخاطفين "يبحثون عن ملجأ آمن، وقد يعمدون إلى الإفراج عن السياح ليلاً متى توافرت لهم ضمانات بإيجاد منفذ بري آمن للعودة إلى الصحراء الجزائرية مرة ثانية، لكن بعيداً عن المناطق التي تراقبها قوات الجيش". الى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مسؤول قريب الى المفاوضات ان هناك ثلاثة "خيارات ممكنة" لاستقبال السياح، وقال المصدر ان "الخيار الأول هو نقل الرهائن مباشرة الى بلدانهم. وعندما سيصلون اليها المانيا وسويسرا وهولندا سيحصلون على العلاجات المناسبة. والخيار الثاني هو نقلهم بطائرة طبية موجودة خلافاً لما قيل في المانيا، وهي في حال تأهب. ويمكن أن تصل بسرعة الى مالي في حال الطوارئ. والخيار الثالث هو نقل الرهائن الى باماكو حيث سيعالجون"، مؤكداً ان "كل الترتيبات اتخذت" في العاصمة المالية "حيث سيمر الرهائن على الأرجح". ورداً على سؤال عن مطالب الخاطفين، خصوصاً في ما يتعلق بالفدية المطلوبة، قال المصدر انه لا يمكنه أن يقول أكثر من ذلك "لأن الأمر يتعلق بحياة أشخاص"، لكنه اعتبر ان "الكثير من المعلومات الخاطئة ترددت عن هذه المسألة".