اتهمت طهران للمرة الأولى أمس، تنظيم "القاعدة" بالتخطيط لهجمات إرهابية على أراضيها. وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني أن أجهزة الأمن في بلاده، أحبطت عمليات إرهابية كان يخطط لها عناصر من التنظيم في الأراضي الإيرانية. ولم يتطرق روحاني إلى أعضاء التنظيم المعتقلين في إيران، لكنه لام الدول الغربية لرفضها التعاون مع بلاده في مكافحة الإرهاب. واعتبر مراقبون هذا الإعلان بمثابة تمهيد لمحاكمة المعتقلين في طهران، وتبرير عدم تسليمهم إلى واشنطن التي كانت أبدت رغبة في استجوابهم. على صعيد آخر تبنى بيان منسوب إلى "القاعدة" قطع الكهرباء في أميركا الخميس الماضي، زاعماً أن "كتائب أبو حفص المصري قامت بضرب هدفين مهمين لتغذية الكهرباء" شرق الولاياتالمتحدة، ومن بينها أهم المدن الاقتصادية في اميركا وكندا حليفتها في الحرب ضد الإسلام نيويورك وتورونتو وما حولهما". وأكد البيان الذي حمل عنوان: "عملية البرق الخاطف في أرض طاغوت العصر" أن العملية "تمت تنفيذاً لأوامر أسامة بن لادن بضرب مفاصل الاقتصاد الاميركي"، و"تحقيقاً لوعد بن لادن بإهداء الشعب العراقي هدية". ولم يحدد البيان الذي حصلت "الحياة" عليه من موقع "مركز الإعلام الإسلامي العالمي" على شبكة الإنترنت، الطريقة التي تم بها تخريب الموقعين. راجع ص 7. في طهران، رحب وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي بقرار واشنطن حظر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يعتبر الجناح السياسي لحركة "مجاهدين خلق" المسلحة، المعارضة لنظام طهران. واعتبر القرار "خطوة إيجابية"، علماً أنها جاءت متأخرة، لأن الحركة موضوعة على لائحة الإرهاب الأميركية منذ مطلع هذا العام. ودعا خرازي واشنطن إلى التحرك ضد عناصر "مجاهدين خلق" المتمركزين في العراق. وقال: "يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن قادة هذه المجموعة الإرهابية موجودون في العراق الذي يخضع لسيطرة الأميركيين، وعلى الولاياتالمتحدة التحرك ضد نشاطات هذه المجموعة" هناك. على صعيد آخر، أكد ريتشارد آرميتاج مساعد وزير الخارجية الأميركي أن قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تايلاند، لا تزال تواجه تهديدات حتى بعد توقيف رضوان عصام الدين المعروف باسم "الحنبلي" الذي اتهم بالتخطيط لهجوم يستهدف القمة المرتقبة في بانكوك في 20 و21 من تشرين الأول أكتوبر المقبل، والتي من المقرر أن يشارك فيها الرئيس جورج بوش. وقال آرميتاج الموجود في أستراليا لإجراء محادثات بشأن مكافحة الإرهاب، إنه ينبغي عدم اعتبار اعتقال الحنبلي نهاية للتهديدات التي تواجه القمة. وأضاف: "أمسكنا بالعقل المدبر، لكننا لم نضع اليد على كل أعضاء القاعدة أو الجماعة الإسلامية". كذلك أعلن رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناوترا أن أحد معاوني الحنبلي تفقد مكان عقد القمة المرتقبة، مشيراً إلى أن "الجماعة الإسلامية" تخطط لضرب المصالح الأميركية في بلاده. جاء ذلك في وقت أعلنت الشرطة الماليزية أنها تسلمت نور الوضاح علي زوجة الحنبلي الماليزية، وذلك للتحقيق معها في نشاطات زوجها ومحاولة الكشف عن المتعاونين معه. وأشارت إلى تنسيق أمني في هذا الشأن بين أجهزة الاستخبارات في ماليزيا وأندونيسيا وتايلاند وسنغافورة. وأعلنت الشرطة الأندونيسية اعتقال تسعة أشخاص جدد في إطار حملة لتعقب المتورطين في هجوم بالمتفجرات على فندق "ماريوت" في جاكرتا. من جهة أخرى، نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أمس، أن بريطانيين اثنين تحتجزهما الولاياتالمتحدة في غوانتانامو، قررا الاعتراف بدعم "القاعدة" في صفقة قانونية لتأمين عقوبة مخففة. ونقلت عن محاميهما أن واشنطن اختارتهما ليكونا أول معتقلين يحاكمان عسكرياً، لأنهما مستعدان لمثل هذا الاعتراف. وقال إن "الولاياتالمتحدة تحتاج إلى بعض الدفوع بالذنب"، و"لن تقدم أشخاصاً إلى المحاكمة حتى يوافقوا على القيام بذلك".